التغطية الإخبارية

متى يتم ايقاف التحريض على المقاومة؟

د. زكريا حمودان

أصبحت حادثة الكحالة خلفنا، شاهدنا ما شاهدناه واليوم نقرأ المشهد بهدوء وبالوضوح الذي يفرضه علينا جهاد التبيين، خاصة مع هذه النوعية من النماذج التي نتعايش معها مُقدمين المشروع على كل ما اعتادت عليه هذه القوى منذ نشأتها.

ميليشيات الحرب تسعى لإعادة فشلها إلى الساحة

أطلقت ميليشيات الحرب الأهلية رصاصاتها على بوسطة عين الرمانة، وكانت “الكتائب اللبنانية” يومها تقاتل بالشباب المسيحي وبالتعاون مع السوريين عسكريًا ولوجستيًا، وقتلت ودمرت البلاد ارضاءً لعقدة عدم الحوار مع الآخر. فشلت ميليشيات الحرب في أن تبني لنفسها نموذجًا حقيقيًا، فتبعثرت لتتحول الى “كتائب” و”قوات لبنانية” تضحي بالشباب المسيحي، وقاتلت وتقاتلت مع المسلمين والمسيحيين وأثبتت أنها فشلت ودمرت لبنان بعصبيتها غير المفهومة.

هذه الميليشيات وبعد فشلها بسنوات عادت اليوم ولكن دون وجود شباب تشد عصبها. لقد كانت سببًا أساسيًا في القضاء على الوجود المسيحي، وها هي اليوم ترفع الصوت لتعيد تدمير ما تبقى من المجتمع المسيحي، لكن لفظها الوعي ودمر كيانها وخطابها وأعادها إلى حجمها الطبيعي، الحجم التحريضي المحدود وغير القابل للحياة.

لقد تماهت هذه القوى مع التحريض الإعلامي الذي شنته قناة المر التلفزيونية، لكن مرارة النتيجة جعلتها في موقعٍ محرج، فاسودت وجوه من شن تصريحات الفتنة وعاد الى حيث موقعه الطبيعي، التقوقع الذي وضع نفسه فيه منذ أدخل العدو الاسرائيلي إلى لبنان وأوصله إلى بيروت مصافحًا وليس مقاومًا، وكان منذ ذلك التاريخ وصولًا الى حادثة الكحالة نداء المقاومة وصوتها هو الأعلى، وانحدر عملاء العدو انحدارًا سريعًا الى مكانهم الطبيعي في مزبلة التاريخ.

التحريض السياسي وضرورة ايقافه

بالقانون وليس بالخطابات علينا أن نوقف العناصر غير المنضبطة التي تلعب بالسلم الأهلي، وتحديدًا من هم في موقع تمثيل الأمة، ولا يمكن ايقافهم إلا عبر إعادة تفعيل عمل محاكمة الرؤساء والوزراء واضافة محاكمة النواب الذي يصرحون من دون مسؤولية ويلعبون بالسلم الأهلي. عندما سمعت النائب نزيه متى على التلفزيون يصرح بحقد وكذب ضد عناصر المقاومة انتابني شعور بأنَّه شخص عديم المسؤولية والانسانية في آنٍ معًا، فلا هو مسؤول في خطابه التحريضي، ولا هو انسان عندما يُحرض المواطنين على بعضهم البعض داعيًا شريعة الغاب الى الساحة اللبنانية.

إن ما سمعناه من تحريض سياسي ضد المقاومة والجيش في الأيام الأخيرة يجب ضبطه بشكلٍ أو بآخر، ويجب وقف كل نائب يحرض اللبنانيين على الاقتتال تنفيذًا لمشاريع مشبوهة تخدم العدو الاسرائيلي فقط.

اليوم قطعنا كوع الكحالة، وكسرنا يد الفتنه وقطعنا الشك باليقين بأنَّ اللبنانيين فيهم من الوعي ما يكفي لعدم الانجرار خلف ميليشيات الحرب التي تدمر الكيان وشرذمته لسنوات. لقد قطعنا كوع الكحالة ونحن نسير تجاه المستقبل، ببصيرة تنير دربنا ودرب تعبده نضالات شعبنا المقاوم وترويه دماء الشهداء.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى