التغطية الإخبارية

قمّة "بريكس": وُجهةٌ للتخلّص من النظام الأحادي وهيمنة الدولار

تشخص الأبصار نحو مدينة جوهانسبرغ، في جنوب إفريقيا، حيث من المقرّر أن تنعقد قمّة “بريكس”، 22- 24 آب/ أغسطس الجاري. 

تستمد القمة الـ15، لمجموعة الـ”بريكس” أهميتها من كونها تتزامن مع اتجاه لولادة نظام عالمي جديد متعدّد الأقطاب، والتحرّر من النظام الحالي القائم على الأحاديّة القطبيّة والهيمنة الأميركيّة. وستنظر القمّة في طلبات مقدّمة من 22 دولة للانضمام إلى عضويّة التكتل الذي يأمل مؤسسوه الخمسة في أن يسهم هذا في إزاحة الولايات المتّحدة الأميركيّة عن عرش الاقتصاد العالمي.

وحتى الآن، وجّهت جنوب أفريقيا الدعوة لقادة 67 دولة، و20 ممثلًا لمنظمات دوليّة لحضور القمّة، وأكدت 34 دولة مشاركتها. إذ تأمل دول مجموعة الـ”بريكس” والدول الراغبة بالانضمام إلى المجموعة أن تسهم هذه القمة بتغيير خريطة قوى النظام الاقتصادي العالمي، وإنشاء عالم متعدّد الأقطاب على مختلف الاتجاهات السياسيّة والاقتصاديّة والماليّة.

وكانت مجموعة “بريكس” قد لمّحت إلى أنها منفتحة على التوسع، في إشارة واضحة لقبول طلبات الانضمام إليها. وهناك 22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوًا بشكل كامل. وفي هذا الصدد، قال مندوب جنوب أفريقيا، في المجموعة، “أنيل سوكلال” إنّ: “22 دولة تواصلت رسميا مع دول بريكس لتصبح عضوًا بشكل كامل، وهناك عدد مماثل من الدول التي سألت على نحو غير رسمي عن الانضمام للمجموعة”.

وأشار “سوكلال” إلى أنّ الاهتمام المتزايد بالتكتل “ليس بالأمر الجديد”؛ لكنّه يشير إلى “الثقة” بالعمل الذي قامت به بريكس طوال 15 عامًا من وجودها. مشدّدًا على أن بريكس ليست مجرد: “قوة سياسيّة عبر محاولتها تغيير خطوط الصدع في مجال السياسة العالميّة؛ بل تغيّر أيضا ما يحدث في الفضاء الاقتصادي على مستوى العالم”.

ما هي مجموعة “بريكس”؟

هي تكتل اقتصادي يضمّ: روسيا والصين والبرازيل والهند وجنوب أفريقيا، تأسست في العام 2006، في قمّة استضافتها مدينة يكاترينبورغ الروسية. وتحوّل اسمها من “بريك” إلى “بريكس” في 2011، بعد انضمام جنوب أفريقيا إليها، وكلمة “بريكس” (BRICS) بالإنجليزية عبارة عن اختصار يضمّ الحروف الأولى لأسماء دولها.

وتهدف هذه المجموعة الدوليّة إلى زيادة العلاقات الاقتصاديّة فيما بينها بالعملات المحليّة، ما يقلّل الاعتماد على الدولار.

وتشكّل دول مجموعة بريكس مجتمعة نحو 40% من مساحة العالم، ويعيش فيها أكثر من 40% من سكان الأرض، حيث تضمّ أكبر 5 دول مساحة في العالم وأكثرها كثافة سكانيّة. وهي بذلك تهدف إلى أن تصبح قوة اقتصاديّة عالميّة قادرة على منافسة “مجموعة السبع” (G7) التي تستحوذ على 60% من الثروة العالمية. وقد وصلت مساهمة مجموعة “بريكس”، في الاقتصاد العالمي، إلى 31.5%، بينما توقفت مساهمة مجموعة السبع عند 30.7%.

وهدف المجموعة إيجاد أقطاب اقتصادية بخلاف تلك التي تقودها واشنطن، وتعتمد في أهميتها على أنّ دولها الخمس تشكّل 31% من حجم الاقتصاد العالمي، و18 % من حجم التجارة، و26 % من مساحة العالم و43 % من سكان العالم، وتنتج أكثر من ثلث حبوب العالم.

وهي تسعى حاليا لتحويل التعامل التجاري لعملات بديلة عن الدولار، بحسب ما صرحّ به السفير الروسي في القاهرة، “غيورغي بوريسينكو”، في حزيران/ يونيو، خلال تعليقه على طلب مصر التقديم بطلب الانضمام للتكتل.

قدرات جيوش “بريكس”

بجانب ضخامة قوتها الاقتصادية، تتتميّز “بريكس” بتفوق في قوتها العسكريّة والنوويّة؛ حيث تضمّ 4 من أقوى جيوش العالم، هي روسيا والصين والهند والبرازيل. ووفق إحصاءات موقع “غلوبال فاير بور” لعام 2023:
– الإنفاق الدفاعي لدول “بريكس” 400 مليار دولار.

– عدد جنود دول التكتل 11 مليون جندي.
– روسيا، ثاني أضخم جيش عالميًا بميزانية دفاعيّة 82.6 مليار دولار، وعدد جنود مليونا و330 ألف فرد، بينهم 830 ألفا قوات عاملة و250 ألفا قوات احتياطيّة و250 ألفا قوات شبه عسكريّة.
– الصين، ثالث أضخم الجيوش، والأولى بالإنفاق العسكري في بريكس بقيمة 230 مليار دولار، وعدد جنود 3 ملايين و135 ألف فرد، بينهم مليونان قوات عاملة و510 آلاف قوات احتياطية و625 ألفا قوات شبه عسكرية.
– الهند، رابع أضخم جيش، والـ 3 في التكتل بالإنفاق العسكري بنحو 54.2 مليار دولار، وإجمالي عدد جنود 5 ملايين و132 ألف فرد، بينهم 1.4 مليون فرد قوات عاملة ونحو 1.1 مليون فرد قوات احتياطية، و2.5 مليون فرد قوات شبه عسكرية.
– البرازيل، جيشها الـ 12 عالميًا، وتنفق 18.7 مليار دولار، وعدد جنودها 2.1 مليون فرد، بينهم 360 ألفا قوات عاملة و1.3 مليون فرد قوات احتياطية و400 ألف قوات شبه عسكرية.
– جنوب إفريقيا، جيشها رقم 33 عالميا، والـ5 في “بريكس” بالإنفاق الدفاعي بقيمة 2.8 مليار دولار، ويقدر جنودها بـ 232 ألف جندي بينهم قوات عاملة واحتياطية وشبه عسكرية.

جيوش “بريكس” تمتلك: 10 آلاف و449 طائرة حربية، و22 ألفا و791 دبابة، 502 ألف و879 مركبة مدرّعة، و9 آلاف و655 مدفعا ذاتيا، و9 آلاف و709 مدافع مقطورة، و8 آلاف و711 راجمة صواريخ، وألف و782 وحدة بحريّة. وتضم دول “بريكس” 3 قوى نوويّة، ويقدر حجم السلاح النووي لدى روسيا والصين والهند بـ6 آلاف و463 قنبلة نوويّة، بحسب موقع “ستاتيستا” الأميركي.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى