التغطية الإخبارية

لودريان يغادر لبنان داعمًا حوار بري.. وجبهات عين الحلوة تهدأ نسبيًا

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على زيارة الموفد الفرنسي الى بيروت جان إيف لودريان التي انتهت على ما يبدو بتثبيت مواقف الجميع، فالأفرقاء اللبنانيون الذين التقاهم الأخير اقتنعوا أنه لا جديد من زيارته سوى حشد الدعم النيابي لمبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري، كما أن لودريان لم يأتِ كممثل عن اللجنة الخماسية بل هناك آراء عدة داخل اللجنة الخماسية». فالجميع بات مقتنعًا أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وأن الحوار الذي دعا إليه بري مرهون بالاجتماع المقبل. 

كما تناولت الصحف مبادرة الرئيس بري بوقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، والتي أفلحت الى حد ما، مع بعض الخروقات على عدد من محاور الإقتتال خلال ساعات الليلة الماضية.

“الأخبار”: لودريان: عدنا إلى النقطة الصفر

انتهت، أمس، زيارة الموفد الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان بإعادة تثبيت الوقائع السياسية الخاصة بالملف الرئاسي على ما كانت عليه منذ أشهر. إذ لا خرق حصل على أيٍّ من الجبهات. وبدا مرة جديدة أن لا تبديل في الموقف السعودي، وأن توافقه مع الجانب الفرنسي لم يتجاوز حد اعتبار أن الأزمة الرئاسية تحتاج الى مناخات مختلفة لبنانياً وإقليمياً ودولياً، وهو ما جعل الجميع على اقتناع بأن الحوار الذي دعا إليه رئيس مجلس النواب نبيه بري مرهون بالاجتماع المقبل لممثلي اللجنة الخماسية الخاصة بلبنان، على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك قبل نهاية هذا الشهر.

وكانت خلاصة زيارة الموفد الفرنسي، كما المداولات التي يجريها السفيران السعودي والقطري في لبنان، قد انتهت الى تثبيت مواقف الجميع. فلا أنصار السعودية وجدوا ما يدعوهم الى تغيير تحركاتهم، ولا حلفاء المرشح سليمان فرنجية يجدون أيّ سبب لتغييرات جوهرية في الموقف أو حتى في التكتيك، مع العلم أن هناك من يراهن بقوة على نتائج الحوار المستمر بين حزب الله والتيار الوطني الحر، والذي يتعلق بشكل أساسي بالملف الرئاسي.

لودريان اختتم جولته الثالثة بزيارة منزل السفير السعودي وليد البخاري في اليرزة، على هامش لقاء تكريمي لمفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، دعي إليه النواب السنّة.

وبدا لقاء اليرزة مع «الشرعيتين الدينية والتمثيلية» للسنّة في لبنان خطوة مقصودة للإشارة إلى تفعيل حضور المملكة العربية السعودية في الملف اللبناني. وبعد خلوة لنصف ساعة، ضمّت البخاري ودريان ولودريان والسفير الفرنسي هيرفيه غارو، انتقل الجميع الى قاعة كبيرة حيث كانَ في انتظارهم النواب السنّة (باستثناء: إبراهيم منيمنة، أسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور). وقالت مصادر نيابية إن لودريان والبخاري أوحيا بأن «انتخاب رئيس للجمهورية ليس قريباً»، كما حاول لودريان إفهام النواب بأن «الأمور عادت إلى النقطة الصفر»، لافتاً إلى «ضرورة البحث عن مرشحين توافقيين، حيث لا إمكانية لوصول أيٍّ من الأسماء المطروحة». ودعا النواب للذهاب الى الحوار قائلاً: إذا «كانت كلمة حوار مستفزة للبعض، فاعتبروه لقاء تشاورياً». أما السفير السعودي فأشار إلى أن «وجهة النظر السعودية هي التي أثبتت واقعيتها، لأن المملكة تملك خبرة كبيرة في الملف اللبناني»، لافتاً الى «أننا منذ البداية طالبنا برئيس على مسافة واحدة من الجميع ويرضي الجميع»، مشدّداً على «تطابق وجهتَي النظر السعودية والفرنسية تحت سقف موقف الخماسية».

وقالت مصادر نيابية، حضرت الاجتماع، إن «لودريان أكد أنه سيعود الى بيروت في جولة جديدة، وإن مهمته المقبلة في السعودية لن تشغله عن دوره في إدارة الملف اللبناني، ملمحاً الى «مبادرة جديدة».

في السياق، لفتت مصادر سياسية بارزة إلى «تناقض في المداولات التي قام بها لودريان»، كاشفة أنه «خلال لقائه برئيس تيار المردة سليمان فرنجية لم يلمّح أبداً الى انتهاء المبادرة الفرنسية، بل سأل فرنجية عن الحوار بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وعن الضمانات التي يُمكن أن يقدّمها كرئيس مقبل»!

ميقاتي إلى أميركا

من جهة أخرى، يسعى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى الحصول على مواعيد مع المسؤولين الأميركيين، وخصوصاً وزير الخارجية أنتوني بلينكن، خلال زيارته المرتقبة لنيويورك لترؤس وفد لبنان الى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. وبعدما أشيع أن ميقاتي ممنوع من دخول الولايات المتحدة، ولم يحصل على تأشيرة منذ وقت غير قصير، قالت مصادر مطلعة إنه «بحث مع وفد صندوق النقد الدولي، الذي زار بيروت قبل مدة، في توجيه دعوة إليه لعقد اجتماعات مع إدارة الصندوق في العاصمة الأميركية، وإنه يعتبر إقرار مشروع الموازنة الخاص بالعام المقبل في الموعد الدستوري إشارة إيجابية على طريقة تعامل حكومته مع طلبات الصندوق.

“البناء”: لودريان والبخاري يؤكدان التنسيق الفرنسي السعودي على دعم مبادرة الحوار طريقاً وحيداً 

ثبت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة مع خروق محدودة، بعدما تدخل رئيس مجلس النواب نبيه بري لمنع تفاقم الأوضاع بعد ظهور خلاف حركة فتح وحركة حماس، وتبادل الاتهامات حول تعطيل تنفيذ الاتفاقات، حيث اعتبرت حماس أن فتح تسعى للحسم العسكري ولا تريد وقف النار، بينما اعتبرت فتح أن حماس تريد وقف النار ومنع الحسم بوجه الجماعات الإسلامية التي تحمي المطلوبين في اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، دون ربط ذلك بتسليم المطلوبين. وجاء تدخل بري على قاعدة مطالبة فتح التي استشعرت تفوّقها العسكري بالتخلي عن خيار الحسم العسكري، مقابل مطالبة حماس بوضع ثقلها للضغط لتسليم المطلوبين.

في الملف الرئاسيّ ظهر أن الحديث عن انتقال الملف من يد المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الى يد الموفد القطري، بدعم سعودي، مجرد شائعات لها وظيفة سياسية يرادفها الترويج لمقولة سقوط ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية، وفق معادلة سحب المرشحَين سليمان فرنجية وجهاد أزعور من التداول، بينما بدا في اللقاء الذي شهدته السفارة السعودية وحضره المبعوث الفرنسي بدعوة من السفير السعودي وليد البخاري وبمشاركة المفتي عبد اللطيف دريان و22 نائباً من الطائفة السنية من كل الاتجاهات السياسية، أن الموقفين الفرنسي والسعودي على توافق تام حول مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري للحوار والجلسات الانتخابية، وان لا بديل عنها، وأن التشاور والحوار يجب أن يقوم لإنتاج تفاهم على اسم مرشح أو أكثر. ويؤكد مشاركون في الحوار أن اللقاء لم يشهد ذكراً لأسماء المرشحين، وأن لا صحة لما قيل عن كلام منسوب للمبعوث الفرنسي حول سقوط ترشيح فرنجية، في محاولة للإيحاء بأن كفة ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون يتقدّم. ورأت مصادر نيابية في لقاء السفارة خطوة مهمة لتظهير المواقف الخارجية والزخم الذي ظهر فرنسياً وسعودياً لصالح مبادرة الحوار من جهة، واختبار لخيار الحوار على مستوى نموذج مصغّر لتجمع نيابي يمثل كل الاتجاهات السياسية، رغم انتماء الحضور لطائفة واحدة، وقد شهد اللقاء نقاشاً بين المشاركين، وأظهر النقاش أن كفة الحوار ترجح وأن لا بدائل يمكن طرحها خارج هذه المبادرة.
وواصل الموفد الفرنسيّ جان إيف لودريان جولته على المسؤولين والقيادات اللبنانية، واستهلّ زياراته من بكركي، حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أكد لضيفه أن «انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصريّ لانتظام عمل المؤسسات الدستورية.»
كما التقى لودريان الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، حيث دار النقاش حول نتائج محادثات لودريان مع الأطراف السياسية حول انتخاب رئيس للجمهورية. وأشار بيان للطاشناق الى أن «النقاش كان مثمرًا وإيجابيًا، حيث تمّ التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسيّ لبدء العمل في حلّ الأزمة الراهنة في البلاد».
وبعد اللقاء الذي جمع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد بقائد الجيش العماد جوزاف عون في أحد المناسبات، الأسبوع الماضي، أفيد عن لقاء عقد في بنشعي بين النائب رعد ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية، وجرى البحث بآخر المستجدات والملف الرئاسي.
ولفتت أوساط مطلعة لـ»البناء» الى أن «اللقاء جاء في إطار التنسيق بين الحزب والوزير فرنجية، وللتأكيد على تمسك حزب الله كما حركة أمل بدعم ترشيح فرنجية في ظل الحديث عن خيارات أخرى ومرشحين توافقيين كقائد الجيش لا سيما بعد لقاء الأخير مع النائب رعد، حيث جرى تحميل اللقاء أكثر مما يحتمل». وأوضحت الأوساط أن «الملف الرئاسي لا يزال يلفه الغموض بانتظار ظهور نتائج زيارة لودريان وتظهير مواقف الكتل النيابية من الحوار الذي دعا اليه الرئيس نبيه بري ولقاء التقييم بين لودريان والرئيس بري، وبالتالي ظروف انتخاب رئيس الجمهورية الداخلية والخارجية لم تنضج بعد». وشدّدت على أن «زيارة لودريان لم تحمل أي جديد سوى حشد الدعم النيابي لمبادرة الرئيس بري، كما أن لودريان لم يأتِ كممثل عن اللجنة الخماسية بل هناك آراء عدة داخل اللجنة الخماسية».

وتشير أجواء عين التينة لـ»البناء» الى أن «الرئيس بري سيقيم نتائج جولة لودريان وحصيلة الاجتماعات بين الكتل النيابية والمشاورات بين القوى السياسية ويترقب بيان اللجنة الخماسية الثلاثاء المقبل ليبني على الشيء مقتضاه»، مرجّحة أن «لا تكون دعوة بري للحوار قريبة وربما تؤجل الى الشهر المقبل».
ولفت نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، إلى أنني «لستُ مقتنعاً بأن الحوار قريب، وإذا لم ينعقد الحوار هذا الشهر، فالوضع يصبح بالطبع أصعب»، مشيراً الى أن «هناك نقاشاً جدياً بموضوع اللامركزية الإدارية المالية الموسّعة، ولا أعتقد أن هذه المسألة لا يمكن التفاهم عليها. فالجميع يريدها، وهناك قبول للتشاور بالموضوع من الثنائي الشيعي».
وفي حديث تلفزيونيّ إلى أنني «حاولت خلال جولتي على جميع الفرقاء أن أحثّ الجميع على الجلوس والتحاور لإيجاد السبيل نحو الحلّ ورسالة السفارة الفرنسية كانت مبهمة نوعاً ما، والفرنسيّ أخطأ من حيث الشكل بانتقاء عدد معين من الزملاء من دون سواهم»، وكشف أنّ «حالياً لا شيء جدياً بمسألة وصول قائد الجيش جوزاف عون إلى الرئاسة لسبب بسيط ان أي رئيس منتخب يجب ان يأخذ موافقة حزب الله وامل، وان يعطي ضمانات للحزب حول ما موقفه من سلاح حزب الله، كما بالبيان الوزاري والبند المتعلق بسلاح الحزب».
وأوضح أن «قائد الجيش قال لي أنا لست مرشحاً ولا أريد رئاسة الجمهورية، وبما أنه بات اليوم يريد ذلك فسأتعاطى معه كمرشح رئاسيّ وفي حال ترشح عون سأنتخب بورقة بيضاء لأنني أريد رئيساً لديه مواقف واضحة فهو مثلاً لم يضبط الحدود كما يجب وحصل تسييس بالملف».
بدوره، أشار عضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب وائل أبو فاعور، إلى أن «هناك محاولة جدية تجري لانتخاب رئيس»، آملاً في «أن تتوصل هذه المحاولة الى نتيجة»، مؤكداً أن «وليد جنبلاط ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط لن يدخرا جهداً في المساعدة للوصول إلى نتيجة».

“النهار”: تصاعد “الخيار الثالث” والأزمة بين البابا وماكرون

بدا ممكنا استخلاص نهايات الجولة الثالثة للموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان عشية مغادرته بيروت اليوم بنتيجة يتيمة ولو انها تكتسب دلالة بارزة لجهة تبدل مسار المبادرة الفرنسية وهي “تطور” التلميح الى التصريح بضرورة الاتجاه الى “الخيار الثالث” رئاسيا او “المرشح الثالث”. لم تنه هذه الخلاصة بطبيعة الحال “معضلة” الانقسام العمودي حول “الحوار” الذي بدا لودريان مستوعبا اكثر موقف المعارضة الرافض له خصوصا بعدما عاين في دارة السفير السعودي وليد بخاري كثيرا من مواقف النواب السنّة تماهوا في طرح التساؤلات وحتى الشكوك في جدوى الحوار ولو انهم لم يرفضوه. ولذا كانت استعارة لودريان لتعبير النقاش بدلا من الحوار اشبه بلجوء الى تدوير الزاوية علّ وعسى تنفع في استيلاد مسلك تسووي بين رفض مطلق للحوار ومسعى لتزامن جلسات تشاور محدودة في الزمن مع تحديد موعد للجلسات المفتوحة لانتخاب رئيس الجمهورية.

وعلى أهمية بعض الدلالات التي اكتسبها تصاعد بروز “الخيار الثالث” خصوصا عقب اللقاء في دارة السفير السعودي وليد بخاري وما اثاره من جدل وربما من استنتاجات متعجلة الكشف عن زيارة بدت كأنها استثنائية الطابع قام بها امس رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد لرئيس “تيار المردة” ومرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية في دارته في بنشعي من دون تسرب أي معلومات عن مضمونها ولو قيل انها مقررة منذ فترة، ستتجه الأنظار مع نهاية الجولة الثالثة للودريان في بيروت الى محطة أساسية في كشف المسار المقبل بعد هذه الجولة الى الاجتماع المقبل لممثلي المجموعة الخماسية في نيويورك الثلثاء المقبل. اذ انه من المرتقب ان يكون لودريان الذي سيختم زيارته اليوم بلقاء ثان مع الرئيس نبيه بري، زود بلاده تقريرا عاجلا عن حصيلة جولته الثالثة على ممثلي القوى اللبنانية. وفي ظل هذا التقرير ستعقد اللجنة الخماسية اجتماعا على هامش افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة ويرجح ان تصدر بيانا جديدا ينطلق من استكمال روحية بيان الدوحة الذي أصدرته في اخر اجتماع لها.
على ان اللافت في التطورات الخارجية المتصلة بالازمة اللبنانية انه قبل ان ينهي لودريان زيارته لبيروت، اعلن مصدر رئاسي فرنسي في باريس ان البابا فرنسيس سيقوم بزيارة لمرسيليا بين 22 و 23 أيلول الحالي وسيكون له وللرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لقاء يتناول خلاله الملف اللبناني من كل جوانبه. وأشار المصدر الى ان البابا والرئيس ماكرون يعتبران ان الوضع في لبنان مقلق للغاية وان البابا كان يود زيارة لبنان لكن الفراغ الرئاسي أجل هذه الزيارة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية .

اليوم الثالث

بالعودة الى وقائع اليوم الثالث من جولة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان، فان ابرز محطاتها كان في مقر اقامة السفير السعودي في اليرزة حيث التقى 21 من اصل 27 نائبا من النواب السنّة بحضور السفير وليد بخاري ومفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان. والقى المفتي دريان كلمة شكر فيها السفير بخاري على دعوته وشدد على “أهمية دور المملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان واللبنانيين، واكد ان “النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع”، وقال: “لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة، ونؤكد أهمية مضامين ومرتكزات بيان الدوحة الصادر عن اللجنة الخماسية، وان انتخاب رئيس للجمهورية ليس كل الحل بل هو المدخل لجميع الحلول، ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا، بعد الاجتماع الذي عقد مع النواب المسلمين من اهل السنة في دار الفتوى للخروج بموقف موحد من هذا الموضوع”. وختم: “ينبغي التوافق على الحوار، ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات”.

بدوره دعا لودريان الى “أهمية إنجاز الإصلاحات لتعافي لبنان من وضعه الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي”، ورأى ان “الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح”.

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين “ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل”، وأشادوا بـ “الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية”.

وكشف النائب وضاح الصادق بعد الاجتماع، ان لودريان عاد وأكّد ان جلسة 14 حزيران لم توصل اي مرشح لذلك نحن بحاجة لفتح نقاش من اجل الوصول الى مرشح آخر. من جانبه، نفى النائب عبدالعزيز الصمد الأخبار التي تحدّثت عن انسحاب تكتله والنائب كريم كبارة بعد الخطابات التي أُلقيت في السفارة السعودية، مؤكداً أنّ “الاجتماع كان قد انتهى عند مغادرتهم”. وكشف الصمد لـ”النهار”أنّ “البحث تركّز حول الحوار ومقبوليته، لكنّه لم ينتهِ إلى إجماع بحيث تمسّك كل نائب بوجهة نظره الخاصة”. وأوضح أنّ كلام المبعوث الفرنسي كان عامّاً خلال الاجتماع، وتحدّث عن أهمية انتخاب رئيس وتفادي الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي حلّ في لبنان، مؤكداً أنّه لم يتحدّث عن خيارات رئاسية أو عن أسماء مرشحة ومبادرة خاصة”.

يشار الى انه غاب عن الاجتماع النواب: ابراهيم منيمنة، اسامة سعد، جهاد الصمد، ينال الصلح، ملحم الحجيري وحليمة القعقور.

وكان لودريان زار صباحا بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد لضيفه “ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية.” . كما التقى الأمين العام لحزب الطاشناق رئيس كتلة نوّاب الأرمن النائب هاغوب بقرادونيان، كما التقى النائب غسان سكاف الذي اعلن من دار الفتوى انه قدم ورقة للوزير لو دريان “من اجل الحث على الدعوة لانتخاب رئيس جمهورية، ونحن كنا قد طلبنا من الرئيس بري ان يقوم بدعوة مع تاريخين: الدعوة الأولى للحوار الوطني بجولات حوارية متتالية لمدة سبعة أيام. والتاريخ الثاني هو دعوة المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية في جلسة انتخاب ودورات متتالية. اذن جلسات حوارية متتالية لسبعة أيام، ثم جلسة في دورات متتالية الى حين انتخاب رئيس جمهورية من دون إسقاط النصاب ومهما كانت نتائج الجولات الحوارية”.

عين الحلوة

في غضون ذلك ظلت فصول “حرب مخيم عين الحلوة” في واجهة المشهد الأمني اذ تواصلت الاشتباكات بين مد وجزر. واعلن عن اتفاق جديد لوقف النار بوساطة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي استقبل في عين التينة، عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” الدكتور موسى أبو مرزوق على رأس وفد قيادي ثم استقبل عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة “فتح” المشرف على الساحة اللبنانية عزام الاحمد، بحضور سفير دولة فلسطين اشرف دبور.

واعلن الأحمد: “آمل بالفعل ان يتم الالتزام فورا بوقف اطلاق النار واخلاء المدارس حتى يتمكن طلبة ابناء المخيم الست آلاف من استئناف الدراسة، ونحن سنساعد الاونروا بسرعة لتصليح المدارس من الاضرار التي تعرضت لها. وايضا اقول إننا مستعدون لان نساعد ونتعاون مع الدولة اللبنانية بكل اجهزتها من اجل تسلمها للمجرمين القتلة ليأخذوا جزاءهم في القضاء اللبناني.”

وتفقد قائد الجيش العماد جوزف عون لواء المشاة الأول حيث زار قيادة اللواء في ثكنة محمد زغيب – صيدا واجتمع بالضباط والعسكريين واستمع إلى إيجاز حول المهمات المنفذة في ظل الاشتباكات الدائرة داخل مخيم عين الحلوة. ونوه العماد عون بـ”صمود العناصر واحترافهم وتضحياتهم في أداء الواجب، خاصة خلال الظروف الاستثنائية الحالية في قطاع مسؤولية اللواء”.

ومساء استقبل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي سابقا وليد جنبلاط في كليمنصو عزام الأحمد يرافقه السفير أشرف دبور وأمين سر الحركة في لبنان فتحي أبو العردات، بحضور الوزير السابق غازي العريضي ومسوؤل الملف الفلسطيني في الحزب التقدمي الاشتراكي بهاء أبو كروم . وبعد اللقاء أكد جنبلاط أن ما يجري يستهدف كل الشعب الفلسطيني في الشتات بأن يشرّد مجدداً، وقال: “لا بد أولاً من تسليم المطلوبين بالاغتيال للمسؤول الفلسطيني في المخيم، ثم علينا أن نعود إلى الحوار اللبناني الفلسطيني لاحتضان القضية الفلسطينية ولاحتواء المشاكل الفلسطينية اللبنانية والفلسطينية الداخلية، وكُنت اتصلت بالرئيس نجيب ميقاتي ولم يُجب، لذا سأقولها إلى أن يجيب، لا بد من إقالة السيد باسل الحسن من لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني، وتثبيت شخص آخر موثوق كي نعود إلى حوار جدي تتحمل فيه كل الجهات مسؤولياتها”
 

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى