التغطية الإخبارية

الكاذبون يحاضرون بالإنسانية.. بفصاحة!

ليلى عماشا

الصهيوني ليس مدنيًا.. ليس فقط بمعيار كونه مسلّحًا مدرَبًا جاهزًا لقتلنا في كلّ مكان، بل أيضًا بمعيار قيامه طوعًا باغتصاب أرضنا، ولو شبر منها، ولو قبر فيها!
الصهيوني ليس إنسانًا.. ليس فقط بمعيار تماديه في الوحشية والعدوانية، بل أيضًا بمعيار قدرته على ممارسة فعل التوحّش بدون أي رادع من أيّ نوع كان. وهو هنا يتفوّق على الحيوانات الأكثر بريّة وهمجية.

الصهيوني ليس كهلًا يُحترم ولا طفلًا يُراعى صغر سنّه، ليس لأنّه يتفنّن في قتلِ كهولنا وأطفالنا، والذاكرة بها ألف اسم واسم وألف ألف صورة عن كهول وأطفال قتلهم الصهاينة منذ نشأة كيانهم، بل لأنّه أشبه بـrobot تمّت برمجته على الاعتداء علينا، وبالتالي هو يولد ويموت قاتلًا، بدون أي اعتبار لتاريخ ولادته وعدد سنين عمره.

الصهيوني ليس مسكينًا مصابًا بمرض عضال ينبغي مراعاته، ليس فقط بمعيار منعه العلاج عن ألاف المرضى في غزّة، وليس فقط بمعيار تلذّذه بترك جرحانا ينزفون حتى الموت ومنع سيارات الإسعاف من الاقتراب لانقاذهم، بل أيضًا بمعيار مقدرته على التسبّب بالأذى حتى وهو يُحتضر..

الصهيوني ليس مدنيًّا..

لا يمكن فرز الصهاينة بين مدنيين وعسكريين: هم مهما تبدّلت ملابسهم ومهامهم، عصابة من قتلة مأجورين، جمع أوغاد من كل البلاد، تداعوا إلى أرض ليست لهم، حاملين وعدًا حقيرًا مسمّى باسم الحقير البريطاني بلفور.

نساؤهم محاربات ضدّنا، يختزنّ الحقد المريع الذي يقبّح وجوه حامليه.. أطفالهم مشاريع قتَلة محاربين لا شيء لديهم يكبروا من أجله سوى مواصلة احتلال فلسطين وممارسة كلّ فعل عدواني ممكن.

كبار السنّ والعُجّز منهم، “قضّوا لصدّوا” في صناعة الهمجية، وفي التأسيس لكل فعل عدواني قاهر نراه الآن.. أسّسوا لكلّ ما حلّ على بلادنا من مآسي. وآن أن يُعاقبوا على كلّ ما سلف، فسفك دمنا واحتلال أرضنا وزرع المواجع في أرواحنا ليست جرائم تسقط بانقضاء الزمن..

حتى المختلين عقليًا أو ذوي العاهات الشديدة، بمجرّد انتسابهم إلى الكيان المؤقت هم أعداء صريحين. عاهاتهم لا تمنعهم من كراهيتنا، ولا تشكّل حالة تبرئة لهم من ارتكابات كيانهم.

هذه حقائق وبديهيّات، وليست وجهة نظر تحتمل أن تصيب أو تخطىء. ومن يجادل فيها تحت عنوان “الإنسانية” فليراجع إنسانيته المعطوبة على ما يبدو بشظايا الخيانة المستترة، وليغتسل كثيرًا من طفيليات مفهومية تقتات على عقله، وتجعله يبلغ من الغباء والوقاحة معًا حدّ وضع قواعد “انسانية” للتعامل مع الصهاينة.

والأوقح في الأمر، أن هؤلاء المتأنسنون الكاذبون، يغفلون حقيقة ساطعة وهي أن المقاومة على مرّ تاريخها حرصت على انتقاء أهدافها بمعايير أخلاقها هي وليس أخلاق الغرب الساقطة، وأنّها تحتكم في أي قرار إلى فهمها العالي لمعاني الإنسانية وليس إلى الدعاية الغبية المشوّهة عن معايير الإنسانية.. يغفلون أنّ قمّة الإنسانية وأعلى مراتبها أن تُستشهد من أجل انسانيتك التي يهدّدها الصهاينة، من أجل قضيتك وأرضك ومبادئك وقناعاتك وإيمانك، أن تقاتل بكلّ روحك كي تحفظ كرامة ناسك وأرضك.. ويغفلون أنّه إن كان في هذا العالم نموذجًا انسانيًا حقيقيًا فهو يتمثّل حصرًا بمحور المقاومة.. وكلّ ما عداه دجّالون من فرط توحّشهم وجاهليتهم يحاضرون بفصاحة بالإنسانية!

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى