أخبار لبنان المحلية

التهديدات للمقاومة في لبنان تبوء بالفشل.. حرب الاستنزاف لجيش الاحتلال مستمرة

أولت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم الخميس 21/12/2023، اهتمامًا في افتتاحياتها ومقالاتها الرئيسية للتحذير الذي أطلقه قائد حركة أنصار الله اليمنية السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، للولايات المتحدة الأميركية من أي اعتداء على اليمن، وتأكيده بأن الحاملات والمدمّرات والقواعد الأميركية تحت نيران القوات المسلحة اليمنية.

كذلك اهتمت الصحف اللبنانية بالتطور النوعي في عمليات المقاومة الإسلامية في مواجهة الاعتداءات الصهيونية باستخدام صواريخ أرض جو ضد طائرات الاحتلال، إلى جانب عملياتها الجهادية المكثفة الداعمة والمساندة للمقاومين الفلسطينيين في مواجهة العدوان على غزة. 

وركزت الصحف اللبنانية على تطورات العدوان الصهيوني المدعوم أميركيًا على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والمساعي لهدنة تتيح التوصل إلى صفة جديدة لتبادل الأسرى بين المقاومين الفلسطينيين والكيان الصهيوني.

البناء

واشنطن وتل أبيب لهدنة طويلة وتبادل جزئي… والمقاومة تتمسّك بإنهاء الحرب
فيما ينشغل الأميركيون والإسرائيليون بالبحث عن مخرج يجمع قرار مواصلة الحرب ولو بعد هدنة طويلة، والتوصل الى اتفاق لتبادل جزئي للأسرى، تتمسك المقاومة بموقفها الثابت، بأن لا بحث بالتبادل دون إنهاء الحرب على غزة وإعلان وقف إطلاق نار نهائي، وتبدو المقاومة واثقة من ثبات شعبها على خياراته وراءها مهما ارتفعت التضحيات، وتخيب الرهانات على تحويل معاناة الفلسطينيين في غزة إلى نقطة ضعف تفاوضية في وضع المقاومة، تبدو المقاومة أيضاً واثقة من تحويل العملية البرية الإسرائيلية إلى حرب استنزاف تنهي جيش الاحتلال وبنيته القتالية، ولا تنهكها فقط، وأرقام الخسائر اللاحقة بالقوى القتالية المحترفة ووحدات النخبة في جيش الاحتلال تجعل خيار المقاومة وحساباتها واقعية.
بالتوازي تبوء التهديدات الأميركية والإسرائيلية للمقاومة في لبنان بالفشل في دفعها للتراجع عن خيار جبهة المساندة وحرب الاستنزاف لجيش الاحتلال، ووفق قراءة المقاومة لتشكيلات جيش الاحتلال على جبهة الحدود فإنه عاجز عن خوض حرب برية ضدّ لبنان وهو يستهلك كلّ قواته المحترفة في حربه في غزة، وقد نقل بعضاً من وحدات النخبة من جبهة لبنان بعدما نقل الوحدات القتالية التي كانت تنتشر في الضفة الغربية الى غزة، بعدما تحوّلت الى مقبرة لجيش الاحتلال، أما عن القدرة على استخدام الطاقة النارية لجيش الاحتلال لتهديد لبنان فالمقاومة واثقة مما لديها من قوة نارية يعرف الاحتلال ما يكفي عنها كي لا يجرب التحرش بها.
على جبهة اليمن ردّ زعيم حركة أنصار الله في اليمن السيد عبد الملك الحوثي على قرار تشكيل حلف بحري بقيادة أميركية لمواجهة قرار أنصار في البحر الأحمر، بمنع السفن التي تتجه الى موانئ كيان الاحتلال من عبور مضيق باب المندب ومياه البحر الأحمر، فقال السيد عبد الملك الحوثي إنّ اليمن في حال تعرّضه للاستهداف الأميركي سوف يتعامل مع حاملات الطائرات والمدمّرات والمصالح والقواعد الأميركية كأهداف مشروعة لليمن.
وحافظت الجبهة الجنوبية على سخونتها أمس مع اشتداد حدة العمليات العسكرية للمقاومة التي سجلت تطوراً جديداً باستخدام سلاح المضادات للطيران الحربي الإسرائيلي للمرة الأولى منذ بدء الحرب، حيث استهدف ‏مجاهدو المقاومة الإسلامية، في عملية نوعيّة، مروحيتين ‏عسكريتين إسرائيليتين‎‏ في أجواء شتولا، شوميرا، وإيفن مناحم (قرية طربيخا اللبنانية المحتلة) ‏بصواريخ أرض جو مما أجبرهما على مغادرة أجواء المنطقة على الفور.
كما نفذت المقاومة سلسلة عمليات واسعة ونوعية ضد مواقع وثكنات وتجمعات الاحتلال الإسرائيلي، وأعلنت في عدة بيانات، أنها استهدفت موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة المناسبة، ‏ما أدى الى وقوع إصابات مؤكدة بين جنود العدو. واستهدفت موقع الراهب بصواريخ بركان، وبعد خمس دقائق استهدفت ‏مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بالأسلحة ‏الصاروخية وحققت فيها اصابات مباشرة.‏ كما استهدف حزب الله ‏قوة مشاة اسرائيلية في محيط موقع بركة ريشا.
ونشر الاعلام الحربي في المقاومة مشاهد من استهداف المجاهدين مشغل بيت هيلل التابع لجيش العدو داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة.‏
في المقابل صعّد العدو الإسرائيلي من اعتداءاته على القرى الجنوبية الحدودية وعلى المدنيين، ووسع غاراته وقصفه الى منطقة جبل الريحان في إقليم التفاح، كما استهدف سيارة في تل النحاس برصاص القنص ما أدى إلى سقوط شهيد وجريح. وشن طيران الاحتلال الحربي غارة جوية على بلدة مركبا في جنوب لبنان، ما أدى إلى سقوط شهيد وقد توجهت فرق الاسعاف الى المكان.
وسُجل تحليق مكثف لطائرات تجسّس إسرائيلية من نوع «ام ك» فوق بلدات منطقة النبطية وإقليم التفاح، وعلى علو منخفض.
ولفت خبراء عسكريون ومحللون استراتيجيون لـ«البناء» الى أنّ استخدام حزب الله لسلاح جديد هو سلاح الجو ضد طائرات الاحتلال الحربية، يؤشر الى أنّ الحزب يرفع السقف ما يعني أننا سننتقل إلى مرحلة جديدة مليئة بالأوراق والمفاجآت التي ستظهر بشكل تدريجي»، وأوضحوا أن لدى المقاومة قدرات كبيرة في سلاح الدفاع الجوي، لكن لم تكشف عنها في السابق وتركتها لمفاجأة العدو في الوقت المناسب، لكن بعد أن لاحظت المقاومة تمادي العدو باستخدام طائراته الحربية لقصف المنازل والمدنيين في القرى الجنوبية وسقوط شهداء مدنيين، قررت فتح المواجهة الجوية، لردع الطائرات الحربية»، وتوقع الخبراء أن يخفض جيش الاحتلال طلعاته وحركته الجوية باتجاه الأجواء الإقليمية اللبنانية تحسباً من أن يكون لدى المقاومة صواريخ لإسقاط الطائرات الحربية، لذلك قد يعمل العدو الى استهداف القرى الجنوبية من الأجواء الفلسطينية وليس من الأجواء اللبنانية».

ورأت أوساط سياسية في فريق المقاومة لـ«البناء» أن حكومة الاحتلال حاولت بالحرب النفسية والتهديدات بتوسيع العدوان على لبنان والضغوط الدبلوماسية على الحكومة اللبنانية بتطبيق القرار 1701 وإبعاد حزب الله عن الحدود وإقامة منطقة عازلة وتوسيع منطقة انتشار قوات اليونيفيل، لكن بعدما وجدت أن الحكومة لم تستجب للضغوط، ولا حزب الله أعارها أيّ اهتمام واستمرّ بعملياته العسكرية بزخم أكبر، عمد كيان الاحتلال الى رفع سقف قصفه ضد الجنوب للإيحاء بأنه بدأ بتنفيذ تهديداته على أرض الواقع، لكنه لن يجرؤ على تخطي الخطوط الحمر لأنه يخشى ردّ فعل المقاومة التي ستكون قاسية جداً»، وحذرت الأوساط من أنّ أيّ عدوان سيقابل برد فعل يناسبه من المقاومة التي استعدت لكافة السيناريوات ومن ضمنها تدحرج الوضع الى حرب واسعة».

وأوضحت الأوساط أنّ كيان الاحتلال الذي يواجه زلزالاً عسكرياً وأمنياً وفي اقتصاده ومجتمعه ويغرق أكثر في حرب استنزاف كبيرة وطويلة في غزة في مواجهة المقاومة الفلسطينية، يحاول الهروب الى الأمام بنقل المعركة الى لبنان، لكن قادة الاحتلال والإدارة الأميركية وكلّ داعمي هذا الكيان يدركون بأنه لن يستطع تغيير المعادلات لا في غزة وفلسطين ولا في لبنان ولا الواقع العسكري والأمني في العراق وسورية واليمن ولبنان، وبالتالي هو أوهن من بيت العنكبوت كما قال السيد حسن نصر الله».

وجزمت الأوساط أنّ الحديث عن انسحاب حزب الله أو قوات الرضوان الى شمال الليطاني من نسج الخيال ومجرد أوهام، ومن يبثّ هكذا إشاعات أكان في الخارج أم في الداخل إما غبي ولا يعرف طبيعة وثقافة المقاومة وأخلاقها وعزيمتها وقوتها، إما يقوم بدور مشبوه بهدف التضليل وتشويه صورة المقاومة وتخديم الحرب النفسية والمعنوية للعدو»، وأكدت الأوساط أنّ المقاومة لن تنسحب مترًا واحدًا لا من جنوب الليطاني ولا من شماله، بل ثابتة في الميدان ومستمرة في عملياتها العسكرية بعزم وقوة أكبر إسناداً للمقاومة الفلسطينية حتى يتوقف العدوان على غزة». وتتساءل الأوساط كيف يمكن الطلب من المقاومين التراجع عن الحدود كيلومترات والتخلي عن قوة كبيرة تحمي الجنوب ولبنان، وفي وقت يقوم كيان الإحتلال بالعدوان على لبنان ويُسلح مستوطنيه»؟
وعلمت «البناء» أنّ اتصالات مكثفة على الخطوط الدولية – الإقليمية – اللبنانية، لمنع الانزلاق الى حرب واسعة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وقد أجرت قيادة قوات اليونيفيل سلسلة اتصالات بالمسؤولين الذين تلقوا اتصالات ورسائل جديدة على هذا الصعيد. وكرر المسؤولون والحكومة في لبنان موقفهم بأن لبنان ملتزم بالقرار 1701 وإسرائيل خرقته آلاف المرات منذ الـ2006 حتى الآن ولم تمتثل للقرارات الدولية ولا لمناشدات قوات اليونيفيل، وكيف يطلب من حزب الله ولبنان تطبيق القرار في ظلّ العدوان الإسرائيلي الكبير على غزة الذي يصيب بتداعياته المنطقة برمتها، فضلاً عن الاعتداءات اليومية على لبنان، واستمرار العدو باحتلال أراضٍ لبنانية لا سيما مزارع شبعا وتلال كفر شوبا وقرية الغجر. وجددت الحكومة تأكيدها بأنها تسعى جاهدة لضبط الوضع وتطبيق القرار 1701 لكن لا يمكن تطبيق ما تطلبه إسرائيل بإبعاد حزب الله عن الحدود، فمن المستحيل إبعاد حزب هو جزء لا يتجزأ من بيئة شعبية جنوبية ووطنية حاضنة للمقاومة».
وأشار وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب في كلمة له خلال مشاركته في المنتدى العربي الروسي، في مراكش – المغرب، الى أننا «نثمّن أن تلعب الأمم المتحدة دوراً فاعلاً في إنهاء الحرب، وألا تتحوّل إلى عصبة أمم أخرى، بحيث تؤدّي المساعي المبذولة إلى وقف مستديم لإطلاق النار وإدخال المساعدات إلى غزة وإسعاف شعبها المنكوب والشروع في الحلّ النهائي لهذه الأزمة، الذي لن يكون إلا عبر اعتماد حلّ الدولتين، وفقاً للمبادرة العربية لسلام التي انطلقت عن قمة بيروت عام 2002».
ولفت بو حبيب الى «أنّ إسرائيل قامت بالاعتداء على وطني لبنان وأهله وصحافيّيه ولا تزال، مستخدمة الأسلحة المحظورة دولياً، لا سيما الفوسفور الأبيض على الناس والأرض».
وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أنّ «موسكو تبذل كلّ ما في وسعها لمنع المزيد من تصعيد التوتر على الحدود بين إسرائيل ولبنان». وأشارت زاخاروفا في مؤتمر صحافي، الى «أننا نبذل قصارى جهدنا على المستوى الحكومي، وعلى مستوى وزارة الخارجية، لمنع المزيد من تصعيد التوتر والأعمال العسكرية في المنطقة». ولفتت إلى أنّ «الوضع على خط التماس بين لبنان وإسرائيل، له صلة مباشرة بما يحدث في قطاع غزة، والمناطق الفلسطينية الأخرى».
بدوره، أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ «ما يهدّد لبنان يهدّد سورية، وأنّ استقرار لبنان يساهم في استقرار سورية أيضاً».
وخلال لقائه أعضاء القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان برئاسة الأمين العام علي حجازي، شدّد الرئيس الأسد على أنّ «الأحزاب تحمل مسؤولية كبيرة في تمتين العلاقات بين الشعوب، إضافة لدورها في الدفاع عن القضايا الوطنية. وانطلاقاً من ذلك، كان لحزب البعث والقوى والأحزاب الوطنية الأخرى في لبنان دور في تقوية العلاقة الأخوية بين سورية ولبنان».
في غضون ذلك، لا يزال المشهد السياسي الداخلي تحت تأثير قرار التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون والقادة الأمنيين بانتظار الطعن الذي يعتزم التيار الوطني الحر تقديمه بقانون التمديد أمام المجلس الدستوري فور صدور القانون في الجريدة الرسمية.
واستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب وجرى عرض للأوضاع العامة والمستجدات السياسية والميدانية والشؤون التشريعية. بعد اللقاء قال بوصعب «التقيت دولة الرئيس نبيه بري للمعايدة عشية الأعياد، وللبحث أيضاً في ثلاثة مواضيع أساسية بعد الجلسة التشريعية، ومنها التمني والطلب تأكيداً على الكلام الذي قاله الرئيس بري لي بعد نهاية الجلسة، بأن شغله الشاغل بعد الأعياد إنتخاب رئيس للجمهورية، وأعتقد ان هذا الموضوع سيكون له الأولوية عند الرئيس نبيه بري حتى نصل الى إنتخاب رئيسة».
وأضاف بو صعب: «الموضوع الآخر هو ما يحصل في مجلس الوزراء والكلام الذي سمعناه بالأمس ونُسب إلى رئيس الحكومة، أقول للرئيس ميقاتي: من مسؤولية رئيس الحكومة التعاطي مع كافة الوزراء وأنا أكيد انه لا يقصد الكلام بهذا الشكل، ربما الإعلام ظهره هكذا، أتمنى على رئيس الحكومة توضيح هذا الموضوع، وزير الدفاع موجود بوزارته وهو عضو في الحكومة مثله مثل رئيس الحكومة، اي اذا انتهى وزير الدفاع بمهامه في وزارته، هذا معناه أنّ الحكومة انتهت وانتهى رئيس الحكومة بنفس الطريقة».
وأشارت مصادر مطلعة لـ«البناء» الى أنّ ملف تعيين رئيس للأركان وفي المجلس العسكري لم ينضج بعد، في ظلّ وجود تعقيدات سياسية ودستورية وقانونية، أبرزها انتظار وزير الدفاع نتيجة الطعن الذي سيقدّمه التيار الوطني الحر بقانون التمديد لقائد الجيش ليبني على الشيء مقتضاه، وإصرار التيار على توقيع الـ24 وزيراً على أيّ مرسوم للتعيين وليس فقط الاكتفاء بتوقيع رئيس الحكومة، فضلاً عن غياب التوافق السياسي على هوية رئيس الأركان، خصوصاً بين الحزب الاشتراكي وتيار المردة التي لم تفلح اجتماعاتهما لتذليل العقبة، إذ أنّ الوزير السابق سليمان فرنجية يرفض منح هدية لجنبلاط في وقت يرفض جنبلاط دعم ترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية، علماً أنّ وزيري المردة جوني القرم وزياد المكاري يؤمنان نصاب انعقاد جلسة لمجلس الوزراء». وتوقعت المصادر تأجيل الملف الى العام الجديد مع اتضاح مشهد الطعن وإذا كان هناك مساعي جديدة في ملف رئاسة الجمهورية.
لكن أوساط حكومية تشير لـ«البناء» الى أنّ الرئيس ميقاتي متمسك بآلية صدور المراسيم أيّ إمضاءين: توقيع رئيس الحكومة نيابة عن رئيس الجمهورية، وتوقيع رئيس الحكومة».
على صعيد آخر، وقّع ميقاتي المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة. كما استقبل ميقاتي النائب طوني فرنجية الذي كان التقى أمس الأول وفداً اشتراكياً عرض لملف التعيينات في المجلس العسكري.

الأخبار

طائرات تجسّسيّة أميركيّة في سماء لبنان: استطلاع وتنصّت 24/24
منذ بدء العدوان على قطاع غزّة، ما زالت الطائرات العسكريّة الأجنبيّة تسرح وتمرح في الأجواء اللبنانيّة، دون حسيبٍ أو رقيب. وبينما يتحدّث البعض عن إمكانية أن تكون هذه الطائرات محمّلة بأجهزة تشويش ورصد وتعقّب وتجسّس واستشعار تُساعد العدوّ الإسرائيلي في حربه، بعدما عمل حزب الله على تدمير أجهزة العدوّ على الحدود، إلّا أنّه لا شيء يُمكن تأكيده، مع تكتّم المسؤولين الأمنيين عن حمولة هذه الطائرات، والاكتفاء بالإشارة إلى أنّ لبنان يفتش كلّ الطائرات التي تحطّ في مطار بيروت الدولي أو في قاعدة حامات الجويّة العسكريّة. ورغم تأكيد الجيش في أكثر من مرّة أنّ حركة الطائرات «طبيعيّة وروتينيّة»، إلا أنّ العودة شهرًا إلى ما قبل 7 أكتوبر، تظهر أنّ الحركة نشطت أكثر بـ 90%.

قبل الحرب، كانت حركة الطائرات تسجل هبوط نحو 14 طائرة عسكريّة شهرياً، أو أكثر بقليل كما حصل في شهر أيلول الماضي حينما حطّت 17 طائرة في لبنان، معظمها تتعلّق بقوّات «اليونيفيل»، فيما كانت بقية الطائرات عربية وقد أتت من القاهرة والمنامة.

وبحسب داتا «Intel sky» المتخصّص في رصد حركة الطائرات، ارتفع العدد بعد 7 تشرين الأوّل ليصل إلى ما معدّله طائرة يومياً، تُضاف إليها طائرات أميركيّة تجسسيّة!

وقد سبق لـ«الأخبار» أن نشرت جدولاً مفصلاً لحركة الطائرات العسكريّة الغربيّة بين 8 تشرين الأوّل و9 تشرين الثاني. فيما تُظهر «الداتا» للفترة التالية، هبوط 31 طائرة عسكريّة أجنبيّة بين الفترة الممتدّة من 14 تشرين الثاني حتّى 18 كانون الأوّل، غالبيّتها حطّت في مطار بيروت باستثناء 3 طائرات في قاعدة حامات. أما جنسية الدول المرسلة لهذه الطائرات، فهي بريطانيّة (7) وأميركيّة (4) وهولنديّة (3) وواحدة تابعة لحلف «الناتو» أتت من فنلندا، وهي المرة الأولى التي يرسل فيها «الناتو» واحدة من أكبر طائرات الشحن العسكري، بالإضافة إلى طائرات إسبانية وبولندية وفرنسيّة وإيطالية، وهي عادةً ما كانت تحطّ في بيروت قبل الحرب، في إطار عملها في نقل جنود «اليونيفيل» والمعدّات الخاصة بهم.

حركة الطائرات خفّت وتيرتها مع بداية الشهر الحالي، لتُصبح بمعدّل طائرة كلّ 3 أيّام، باستثناء يوم 12 كانون الأول حينما هبطت 3 طائرات في مطار بيروت. ولم يُعرف ما إذا كانت بعض الطائرات الأجنبيّة باتت تُطفئ إشاراتها أو أنّ الحركة تراجعت فعلاً.

أميركا تأمر بحفظ السريّة
عندما هبطت الطائرة العسكريّة الأميركيّة من نوع «CASA CN – 235 -300 »، أطلقت نداءً «GONZA» إلى برج المراقبة الخاص بمطار بيروت قبل وقت قصير من الهبوط. وفي وقت لاحق، غابت عمليات الإبلاغ عن الإقلاع والهبوط، وتبيّن ذلك بعد نشر «الأخبار» التقارير عن قيام الطائرات بإطفاء إشاراتها كلّما دخلت الأجواء اللبنانيّة. وقد طلبت هذه الطائرات من برج المراقبة في مطار بيروت ومن قاعدة أكروتيري الجويّة العسكريّة البريطانية الواقعة في قبرص، عدم إدراج رحلاتها ضمن جداول الرحلات الذي تُنشر على أنظمتها الخاصة.

وعليه، اكتفت هذه الطائرات الأميركيّة التي دخلت إلى لبنان بطريقة شبه «سريّة» بإبلاغ برج المراقبة عند دخولها إلى الأجواء اللبنانيّة شفهياً عبر اللاسلكي، ما يصعّب مسألة رصد عددها الفعلي ووجهة هبوطها (في مطار بيروت أو حامات)، وإن كان «Intel sky» قد تمكن من رصد دخول أكثر من طائرة عرّفت عن نفسها بـ«Gonza» إلى الأجواء اللبنانيّة بين شهرَي تشرين الثاني وكانون الأول.

ولا يكتفي سلاح الجو الأميركي بالتعدّي على الأجواء اللبنانيّة عبر إطفاء إشارات طائراته، بل فعل ما هو أخطر، عبر واحدة من أهم الطائرات التجسسيّة من نوع «MQ9»، إذ تم رصدها 3 مرّات على الأقل (في 12 و14 و19 كانون الأوّل) وهي تدخل مجال الطيران المدني، من دون الإفصاح عن طبيعة مهامها، وخصوصاً أنّ بإمكانها إلى جانب مهامها الاستطلاعيّة والتجسّسية على مساحة واسعة، أن تقوم بعمليّات هجومية عسكريّة كونها تكون عادةً محمّلة بالصواريخ.

تطرح حركة الـ«MQ9» الكثير من علامات الاستفهام حول المهام التي نفّذتها ووجهة هذه الأعمال الاستطلاعيّة وعن سبب منعها من دخول الأجواء اللبنانيّة، وخصوصاً من قبل الجيش اللبناني، علماً أن وزير الأشغال العامّة والنقل في حكومة تصريف الأعمال علي حميّة وقّع في بداية الشهر الحالي اتفاقاً مع قائد الجيش العماد جوزيف عون، يقضي بقيام القوات الجويّة في الجيش برفد المديريّة العامّة للطيران المدني بضبّاط مختصين للقيام بمهام مراقبين جويين». وبالتالي، فإنّ هؤلاء الضبّاط على علم بدخول الطائرات الأميركيّة التجسسيّة من دون أن يحرّكوا ساكناً.

ويُمكن إدراج الـ«MQ9» من ضمن واحدة من أخطر حركات الطائرات في لبنان بعد الحرب على غزّة على اعتبار أنّ مهمتها مكشوفة، إذ اعتاد برج المراقبة التابع لمطار بيروت أن يُسجّل حركة لهذا النوع من الطائرات، بالإضافة إلى طائرات أميركيّة تجسسيّة من نوع «RQ4» و«R135» (بإمكانها التجسّس على مساحة واسعة يصل قطرها إلى 400 كيلومتر مربع)، من دون أن تجرؤ سابقاً على دخولها إلى منطقة المعلومات الخاصّة بلبنان، والبقاء في المنطقة الخاصة بقبرص.

من تل أبيب إلى بيروت
ولا تكتفي الطائرات البريطانيّة والأميركيّة بتجاوز القوانين اللبنانية، التي تمنع هبوط طائرات آتية من كيان العدو، بل هي تلاعبت بالبروتوكول المعمول به في شأن ضرورة أن تحطّ الطائرات في مطار أو قاعدة أُخرى، وسجلت عمليات هبوط لـ 3 طائرات (أميركية وبريطانيّة) هبوطاً مباشراً في مطار بيروت إثر رحلة آتية من مطار اللد، من خلال مناورة جوية عبر المرور فوق قاعدتَي لارنكا وأكروتيري في قبرص، ولكن من دون أن تحطّ فيها لتقوم بما يسمّى Touch down.

وهو الأمر نفسه الذي قامت به إحدى الشخصيات السياسية الألمانية التي زارت لبنان على متن طائرة سياسية من نوع «Airbus A319» في 19 تشرين الأوّل الماضي، إذ ذهبت من مطار اللد وذهبت إلى لارنكا من دون الهبوط فيها وقبل أن تعود أدراجها إلى بيروت.

طائرة عسكريّة لنقل «ترويقة» من أستراليا!
تنشر القوات الأستراليّة الجويّة كل نشاطاتها العسكريّة أو الوديّة، التي يقوم بها جنودها حول العالم. ولكن، هبوط طائرتها في قاعدة حامات الجويّة التابعة للجيش اللبناني بداية الشهر الحالي كان مستثنى على صفحتها على منصّة «إكس». وحده، سفيرها في لبنان أندرو بارنس كشف الخبر على صفحته الخاصّة، وقرّر «استعراض» جولته في القاعدة الجويّة برفقة قائد قاعدة حامات المقدّم الركن الطيّار ميشال العموّري وعددٍ من الجنود الأستراليين، بالإضافة إلى جنود كنديّين بعدما شكر الدولة الكنديّة على تعاونها، من دون الكشف عن سياق هذا التعاون.

أهم ما في هذه الصّور التي نشرها بارنس في 3 كانون الأوّل، كانت صورة يتيمةً لكرتونة مربّعة لا يتعدّى طولها المتر الواحد ودوّن عليها أنّ وزنها هو 9 كيلوغرامات، وتتضمّن «ترويقة» تنتهي مدّتها مع نهاية السنة الحاليّة. وهذا ما يطرح الكثير من علامات الاستفهام عمّا إذا كانت هذه الكراتين تتضمّن فعلاً وجبات طعام، ولماذا تقوم كندا بنقل الأكل إلى فريق عمل السفارة متكبّدة تكاليف الرحلة والوقود، بالإضافة إلى عناء النقل لنحو 13 ساعة، علماً أنّ معظم شركات الطيران الأجنبيّة مثلاً تتعاقد مع مطاعم لبنانيّة لتأمين وجبات الأكل إلى المسافرين على متنها. وما هي وجبة الأكل التي لا يُمكن إيجادها في لبنان حتّى يتم نقلها من كندا؟ ولماذا لم تنشر مديريّة التوجيه هذا النشاط على صفحاتها الرسميّة؟

والأهم لماذا ذهب السفير الأسترالي لتسلّمها من قاعدة حامات وليس من مطار بيروت، علماً أنّه يندر أن يقوم السفراء باستقبال الطائرات في القاعدة الجويّة وذلك بحسب الأعراف الدوليّة المعتمدة، عدا عن سؤال حول سبب عدم هبوطها في مطار بيروت.. ولماذا شكر السفير الأسترالي الدولة الكندية على تعاونها في نقل وجبات طعام؟
 

اللواء

الاحتلال يستبيح كامل جنوب الليطاني.. وأرض – جو يلاحق مروحياته!
في الوقت الذي تنشغل فيه الولايات المتحدة ومعها المحور الغربي الاوروبي بإيجاد «درج» تنزل عليه الدبابات الاسرائيلية المحترقة بقذائف «105 ياسين» وكورنيت في غزة، ويعود رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو من «التيه النفسي والعقلي» الذي يغرق فيه، وذلك عبر تبني الطروحات المعادية للمقاومة، سواء في فلسطين او لبنان، عبر انشاء مناطق عازلة، تمنع تواجد المقاومة والحؤول بالتالي دون اطلاق الصواريخ وتهجير المستوطنين الى الداخل الاسرائيلي او الى طلب الهجرة والرحيل المضاد. في هذا الوقت، لم تتمكن القوى السياسية المتمثلة بالتيارات والكتل النيابية من فرض «مناطق عازلة» تحول دون الاشتباكات او التجاذب حول أي ملف.. من انتخابات الرئاسة الى التمديد لقادة المؤسسات العسكرية والامنية، الى التعيينات في المراكز الشاغرة، وصولاً الى الغاء صيرفة او رفع سعرها الى 89500 ل.ل. مروراً بالموازنة وارقامها واعتمادها، من دون تحويلات مسألة تشريع الضرورة او المشاركة في جلسات الحكومة.

أبو صعب يثير مع بري الخلاف الحكومي
وتفاعل الخلاف بين الرئيس نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم في مختلف الاوساط، ولمس نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب من ان الشغل الشاغل لرئيس المجلس بعد الاعياد انتخاب رئيس للجمهورية.
وقال ابو صعب بعد لقاء الرئيس نبيه بري انه بحث هذا الموضوع مع رئيس المجلس، مطالباً بحل للمواضيع وليس تعقيداً لها.
وأفادت مصادر وزارية لـ«اللواء» أن دخول وزيري الثقافة محمد المرتضى والمهجرين عصام شرف الدين على خط الوساطة إن جاز القول بين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الدفاع موريس سليم قد يخرج بنتيجة إيجابية لكن ما من معطيات بعد لأن الوساطة قائمة وهناك ترحيب بها فلا الرئيس ميقاتي في وارد التساجل مع أي وزير وهو لطالما استمع إلى مطالب الوزراء وتبادل معهم الأفكار لكن ليس تحت قاعدة تحول رئاسة الحكومة إلى مكسر عصا وكذلك فإن الوزير سليم الذي اصدر بيان الرد يرحب بأي وساطة لحل أي أشكال.

‎وأوضحت هذه المصادر أن الصورة تتظهَّر وقد يقوم رئيس الحكومة بزيارة وزير الدفاع اليوم.

‎الى ذلك قالت مصادر سياسية مطلعة أن الاتصالات ناشطة بشأن ملف تعيين رئيس هيئة الأركان ولاسيما من قبل كتلة اللقاء الديمقراطي التي تسعى إلى بلورة توافق لتمرير التمديد سريعا، ولكن حتى الآن لم يتضح موضوع إدراجه على مجلس الوزراء لاسيما أن للوزير المعني دورا في هذا التعيين ولاسيما المجلس العسكري…

الوضع الجنوبي
ميدانياً، وسعت قوات الاحتلال من دائرة تحركاتها المعادية الى مسافة لا تقل عن 45 كلم، وهي المنطقة التي تطل على تخوم نهر الليطاني لجهة جنوب النهر.
وكثف الجيش الاسرائيلي هجماته ضد عدد من المناطق اللبنانية المحاذية للحدود، فقصف بالمدفعية محيط بلدتي القوزح وبيت ليف، واستهدف سيارة في كفر كلا مما ادى الى استشهاد مواطن.
كما شمل القصف الناقورة ويارين وعيتا الشعب وبليدا، وأطراف بلدة حلتا بالقنابل الفوسفورية.
وأعلن حزب الله استهداف مروحيتين اسرائيليتين في اجواء شتولا شو ميرا وايفن مناحم (قرية طبريخا اللبنانية المحتلة) عبر استخدام صواريخ ارض – جو.
واستهدفت المقاومة الاسلامية موقع العباد وموقع الراهب وموقع خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية.
واعتبر لواء سابق في الجيش الاسرائيلي ان صواريخ حزب الله يمكنها ان تصيب الكهرباء والمياه وقواعد سلاح الجو، وان تشل حركة الطرقات والسكان، واسرائيل لم تعد نفسها لحرب قد تتحول اقليمية.
 

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى