التغطية الإخبارية

بنت جبيل.. وشم العار على جبين الصهاينة

ليلى عماشا

يحفظ الصهاينة جيّدًا اسم بنت جبيل. منذ العام ٢٠٠٦، ما يزال دويّ هزيمتهم في شوارعها يوجعهم، ولمّا تزل بشموخها تستفزّ عجزهم الذي أوقنوا به يوم حاولوا بكلّ آليتهم وعتادهم وتدريباتهم ودعم العالم لهم تدنيسها، فواجهوا رجالًا من طينة رجال الله، أشدّاء حسينيين، رجالًا آمنوا بأن النّصر وعد الله فكانوا اليد التي يرمي بها الله أعداءه، وانتصروا..

بالأمس، استهدف الغدر الإسرائيلي حيًّا سكنيّا في بنت جبيل: دمر منزلًا استشهد بداخله الشقيقان علي وابراهيم بزّي والسيدة شروق حمود زوجة ابراهيم. بعد الاستهداف الغادر هذا مباشرة، تناقل الإعلام الإسرائيلي خبر استهداف بنت جبيل بشكل يوحي بأنّ جيشه قام بتحقيق إنجاز عظيم وتمكّن من توجيه ضربة قاضية للمقاومة! فيما على الأرض، لم يكن ما قام به سوى عمل جبان غادر قام به مرّات عديدة في الشهرين الأخيرين، ضد منازل في مختلف القرى الحدودية.

أمّا فكرة أنّه يتباهى بقتل من في المنزل داخل بنت جبيل على وجه الخصوص، فالقتل لنا عادة، وهي فكرة يبدو أن الصهيوني لم يفهم معناها، ولن يفهمه. بثّ الإعلام الإسرائيلي خبرًا عاجلًا مفاده أنّ: “الجيش الإسرائيلي قصف بنت جبيل للمرة الأولى منذ ٢٠٠٦”.

بين السطور وما تلا هذا الخبر، يمكن فهم حجم الجرح الغائر الذي يحفره اسم بنت جبيل في وجه كبرياء هذا العدو وعنجهيته المتكسرة عند أعتاب جبل عامل.
المدينة الوادعة هذه، المشرفة على تلال فلسطين والمحتضنة حولها قرى القضاء بحبّ وحنوّ شهد على سنين الاحتلال، كانت محلّ إقامة مهرجان التحرير العام ٢٠٠٠ فجاءها منتقمًا في ٢٠٠٦ في محاولات حثيثة للدخول البري، فمُنيت جميعها بالفشل الهادر. شهدت شوارعها العتيقة جمال أنصار الحسين(ع) وهم يقاتلون ويستشهدون ويكيلون بدمهم الضربات على وجه العدا، فيفرّ جنوده كما الفئران تائهين.. سمعت أبنيتها صوت نواح جنود نخبة العدو وهم يصرخون رعبًا ويبكون طلبًا للنجدة من طائراتهم العاجزة عن إجلائهم جرحى من أرض المعركة… ورأى كبار السنّ فيها أطياف المجاهدين وهي تقاتل بكل عزم على وقع صيحات “يا زهراء” فشهدوا ما يفعل اسم الزهراء (ع) حين يُتلى في الميدان..

انتصرت بنت جبيل على العدوان في ٢٠٠٦ بالدم، وحفرت على جبين الصهيونية علامة نصرها وذلّه، علامة لمّا تزل واضحة تؤلمه حدّ حسبان استهدافها من البعيد إنجازًا عسكريًا يباهي به، أو يستعيد من خلاله صورته جيشًا قويًّا في عين المستوطنين، ولو لدقائق معدودة تنهيها الحقيقة الواضحة، من بنت جبيل تحديدًا، بصوت الأمين: “إسرائيل هذه أوهن من بيت العنكبوت”.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى