التغطية الإخبارية

عن دويلة البترودولار وهَوَى التحريض

لطيفة الحسيني

يتحيّن الإعلام المأجور والمؤتمِر لأميركا في لبنان كلّ فرصة تسمح له بالتحريض وخدمة مُشغّليه مهما بلغ الثمن. لم يعد لمعايير المهنة قيمة، بعد تبخّر دور من يُسائل ويُراقب ويُتابع إعلاميًا أو قضائيًا. منابِر الأمريكيين في لبنان تتكاثر وصحافة البترودولار كذلك.

يمكن تشبيه ما يحصل على بعض الشاشات والمواقع بالدويلة الإعلامية القائمة بحدّ ذاتها التي لا تعمل إلّا لصالح السفارة الأمريكية  في لبنان وحلفائها في دول الخليج.  

دون رادع أو موانع، تُطلق الدويلة الإعلامية دعايتها السياسية المُستندة الى تلفيق يُحقّق الأهداف التي ترجوها: التحريض ضدّ المقاومة وشيطنتها بأكبر قدر من الأكاذيب والخداع.

يُشكّل مطار رفيق الحريري الدولي مادّة دسمة لهذه الدويلة. يمنحها هامشًا واسعًا لصياغة تخيّلات تذهب الى حدّ تصديقها هي ولا أحد سواها، من أجل القول إن هذا المرفق الحيوي والأساسي للبنان، والذي يربطه بالعالم، بات مقرًّا لتهريب أسلحة لاتهام حزب الله بذلك، تمامًا كما أوردت قناة الحدث السعودية.

على الموجة نفسها، مَشَت أصوات في الداخل اللبناني، تبنّت الكذبة، وقرّرت تقديم إخبارٍ أمام النيابة العامة العسكرية في بيروت بشأن هذه التلفيقات، ومَن أنْسبُ من محطة الـMTV لنقل الخبر والمؤتمر بكلّ تفاصيله عبر بثّها المباشر.

يُدرك أصحاب المحطة ومن ينسجمون مع خطّها الأمريكي أن أحدًا في لبنان لن يطالها. تسير في تضليلها وتستضيف كلّ شخصية  تهاجم وتكرّر معزوفة تحميل الحزب مسؤولية مصائب البلد. لا تكترث لإساءتها الواضحة الى هذا المرفق الذي يغذّي الاقتصاد الوطني بالدرجة الأولى، لا تهتمّ لكون الدعاية في الأصل تشكّل عاملًا يضرب السياحة، لا تُعير أيّة جهة قضائية انتباهًا، فالغاية المنشودة تسويق الجُرم المزعوم والمُوجّه الى المقاومة. جبهةٌ تقسيمية حقيقية تجسّدها هذه الدويلة ضدّ مطار بيروت الدولي الذي يوحّد لبنان في موقعيّته ومرجعيّته الرسمية.

لا نقاش لدى أهل الإعلام حول فظاعة ما تمارسه قنوات التحريض. أقرب الأمثلة كارثية حادثة الكحالة التي لولا تدخّل هذه القنوات ودورها المباشر لما سُفكت الدماء. قرّرت إبلاغ الناس بأن الشاحنة الشهيرة للمقاومة، توازيًا مع مؤامرة حيكت على وجه السرعة على الأرض من أجل الوصول الى اشتباك مسلّح مع المقاومين المولجين حماية شاحنتهم. خصّصت بثّها المباشر بعد لحظات على وقوع الحادثة لأصوات النشاز والفتنة، حتى كبرت وحلّت الفوضى في المكان وتوتّر البلد بأسره. بثّ مباشر يُسيء ويُهاجم الجيش اللبناني المُنتشر في المحلّة، ويرفع الصوت بوجه ضمانة البلد، فقط من أجل تحقيق الهدف: تشويه صورة المقاومة والتسبّب بنقمةٍ شعبية بوجهها.

هذه الدويلة التي تفتّش عن خبر يمكن استغلاله ضدّ المقاومة، تُسخّر عناوينها وأخبارها الأولية وبرامجها ومقدّمات نشراتها من أجل مهاجمة حزب الله لا شيئًا آخر. شخصيات محور كارهي المقاومة ضيوف ثابتون على هذه المحطات. نشاط سفيرة واشنطن في بيروت وما ترمي إليه وحركتها “الثقافية” محطة أساس على قنواتها، وتنسيق دائم مع قوى محلية محسوبة عليها كرمى عينيها وما تُريد.  

الدويلة الإعلامية هي التي تتعامى وتتغافل وتتستّر عن تهريب الأمير السعودي عبد المحسن بن وليد آل سعود لنحو طنيْن من المخدرات موزعة على 32 صندوقًا و8 حقائب، عبارة عن حبوب كبتاغون وكمية ضخمة من الكوكايين. تعبر الدويلة نفسها بشكل خاطف على جرائم الأمراء الخليجيين وفضائحهم، وتصبّ تركيزها على تكرار أخبارِ تهريبٍ يُتَّهم بها حزب الله في كلّ أصقاع العالم.

الدويلة هي التي تتناسى عُمرًا من تهريب بعض الميليشيات اللبنانية للمخدرات خلال الحرب الأهلية عبر السفن من مرفأ الصفرا غير الشرعي (حينها)، تتهم اليوم الحزب بتجاوزات وعمليات لا تشبه تاريخه المقاوم. كلّ ذلك خدمة للمُشغّل الأمريكي ودعايته السياسية التي تتقاطع مع الحملات الإعلامية الاسرائيلية في الصحف والقنوات وعلى لسان شخصياته بمختلف مستوياتها السياسية والعسكرية.

هل تُظلم الدويلة المبنية على الافتراءات؟ لا يمكن الفصل بين ما كشفته وثائق “ويكيليس” الشهيرة عن الدعم المالي السعودي المباشر لإحدى قنوات هذه الدويلة مقابل تمرير ما يصبّ في صالح سياسة المملكة، وبين النيّة غير السليمة التي تظهر في الأداء اليومي لهذه القناة تجاه المقاومة وشعبها.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى