التغطية الإخبارية

انقلاب الغابون: رئيس البلاد مُحتجز وانتظار لتحديد قائد المرحلة الانتقالية

أعلن قائد الحرس الجمهوري في الغابون الجنرال بريس أوليغي نغيما، عقب الانقلاب الجاري في البلاد، أنّ الرئيس الغابوني الذي فاز بولاية ثالثة في الانتخابات الرئاسية علي بونغو أونديمبا قد “أُحيل على التقاعد”، مشيرًا إلى أنّه سيتم مناقشة تعيين قائد للمرحلة الانتقالية، في حين دعا الرئيس الغابوني الذي وُضع قيد الإقامة الجبرية “أصدقاءه” لرفع أصواتهم، تزامنًا مع تأييد شعبي للانقلاب.

يأتي ذلك، بعد أن أعلن ضباط كبار في الجيش الغابوني، اليوم الأربعاء 30 آب/أغسطس، “إنهاء النظام القائم” وإلغاء الانتخابات والاستيلاء على السلطة، ووضع الرئيس بونغو أونديمبا “قيد الإقامة الجبرية” محاطًا بعائلته وأطبائه، وتم توقيف أحد أبنائه بتهمة “الخيانة العظمى”.

وفي تصريحات لصحيفة “لوموند” الفرنسية، ذكر قائد الحرس الجمهوري أن بونغو الذي وُضِع قيد الإقامة الجبرية “أحيل على التقاعد ولديه كل حقوقه. هو مواطن غابوني عادي مثل أيّ شخص آخر”، مضيفًا “لم يكن لديه الحق في تولي فترة ولاية ثالثة، وانتهك الدستور.. لذلك قرر الجيش تولي مسؤولياته”.

وأوضح نغيما للصحيفة “لم أعلن نفسي بعد قائدًا للمرحلة الانتقالية، ولا أفكر في أي شيء في الوقت الحالي”. وتابع “إنّها مسألة سنناقشها مع جميع الجنرالات”، مؤكدًا: “سنحاول التوصل إلى توافق. سيطرح الجميع أفكارًا وسيتم اختيار أفضلها، بالإضافة إلى اسم الشخص الذي سيقود الفترة الانتقالية”.

بونغو يدعو “جميع الأصدقاء” من منزله إلى رفع أصواتهم

وفي أول ظهور له بعد الانقلاب، دعا بونغو، في مقطع فيديو مصوّر، “جميع الأصدقاء” إلى “رفع أصواتهم” بعد الانقلاب.

وقال بونغو في الفيديو الذي ظهر فيه جالسًا على كرسي وتبدو عليه ملامح القلق: “أنا علي بونغو أونديمبا، رئيس الغابون، أوجه رسالة إلى جميع أصدقائنا في كل أنحاء العالم لأطلب منهم أن يرفعوا أصواتهم بشأن الأشخاص الذين اعتقلوني وعائلتي”، مؤكدًا أنه في “منزله”.

دعم الانقلاب

هذا، وخرجت حشود جماهيرية كبيرة إلى الشوارع في الغابون، معلنين تأييدهم لتولي الجيش السلطة.

وتداولت مشاهد خروج الآلاف في المظاهرات الداعمة والمؤيدة للجيش الذي تولى السلطة في الغابون بعد الانقلاب على بونغو، وسط احتفالات مصحوبة بأداء النشيد الوطني.

ردود أفعال أفريقية ودولية

بدوره، قال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي إنّه “يدين بشدة” ما وصفها بمحاولة انقلاب في الغابون، كما وصفه أيضًا بأنه “انتهاك صارخ” لمبادئ الاتحاد الأفريقي، داعيًا “الجيش الوطني وقوات الأمن إلى ضمان سلامة رئيس الجمهورية (علي بونغو أونديمبا) وأفراد عائلته وكذلك أفراد حكومته”.

وشجّع “جميع الأطراف السياسية والمدنية والعسكرية الفاعلة في الغابون على اختيار المسارات السياسية السلمية التي تساهم في العودة السريعة إلى النظام الدستوري الديمقراطي في البلاد”.

من جانبه، قال المتحدث باسم الرئيس النيجيري بولا تينوبو، الذي يرأس أيضًا تكتل “إيكواس”، إنّ الرئيس يعمل عن كثب مع رؤساء دول أفريقية أخرى بشأن سبل الرد على محاولة الانقلاب في الغابون، مضيفًا أن تينوبو يراقب “بقلق بالغ” تطورات الأوضاع في الغابون و”عدوى الاستبداد” المتفشية في القارة، وفق تعبيره.

إلى ذلك، شدد الناطق باسم الحكومة الفرنسية أوليفييه فيران على أنّ باريس “تدين الانقلاب العسكري الجاري حاليًا” في الغابون، مشيرًا إلى أن بلاده “تراقب بانتباه شديد تطورات الوضع”.

وصرّح  فيران، خلال مؤتمر صحافي في ختام اجتماع مجلس الوزراء الفرنسي، بأن باريس “تؤكد مجددًا رغبتها بأن يتم احترام نتيجة الانتخابات حينما تُعرف”.

إلى ذلك، دعت الصين “الأطراف المعنية” في الغابون إلى “ضمان أمن” الرئيس علي بونغو، في أعقاب الانقلاب العسكري.

وقال المتحدث باسم الدبلوماسية الصينية وانغ ون بين للصحافيين “تتابع الصين عن كثب تطورات الوضع في الغابون، وتدعو الأطراف المعنية إلى التحرك بما فيه مصلحة الشعب الغابوني.. واستتباب النظام فورًا وضمان الأمن الشخصي لعلي بونغو”.

الرئاسة الروسية (الكرملين) أعلنت أنّها تتابع الوضع في الغابون “بقلق شديد”، وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لصحافيين في موسكو إن “الوضع في الغابون يثير قلقًا شديدًا” و”نحن نراقب ما يحصل عن كثب”.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى