أخبار لبنان المحلية

عبد اللهيان يصل بيروت: استمرار جرائم الصهاينة ضد الفلسطينيين سيلقى ردًا من محور المقاومة

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على زيارة وزير خارجية إيران حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان، إذ قال خلال مؤتمر صحافي فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي إلى «أننا في بيروت نعلن بصوت عالٍ أن الشعوب والدول الإسلامية لا تطيق استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، معتبرًا أنّ «نزوح فلسطينيين خلال 3 أيام وقطع المياه والكهرباء والأدوية عن أهل غزة تعتبر جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني”. كما شدد على أن “استمرار جرائم الحرب ضد الفلسطينيين وغزة سيلقى ردًا من باقي المحور، والكيان الصهيوني سيكون مسؤولًا عن عواقب ذلك”.

ولفتت الصحف الى الحملة التضامنية وخروج الحشود الشعبية بعد صلاة الجمعة اليوم في عشرات العواصم والمدن تضامنًا مع أهل غزة، وذلك في لبنان والعراق وإيران وسورية والأردن واليمن والجزائر وتونس والمغرب إضافة لعواصم أوروبية ومدن أميركية. 

“البناء”: اليوم حملة عربية عالمية لنصرة فلسطين… والعاروري يرد على حملة بلينكن

تخرج حشود شعبية في عشرات العواصم والمدن بعد ظهر اليوم تلبية لنداء حركة حماس لانطلاق حملة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بعد صلاة الجمعة، يشهدها لبنان والعراق وإيران وسورية والأردن واليمن والجزائر وتونس والمغرب إضافة لعواصم أوروبية عديدة بالإضافة الى عدة مدن أميركية. وتأتي هذه الحملة رداً على حملة الشيطنة الي تتعرّض لها عملية طوفان الأقصى، بعدما انكشف وجود خطة يقودها وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن، تحمل اسمه تحت عنوان المحرقة الثانية، تمّت بتمويل شركات وشخصيات داعمة لكيان الاحتلال، واعتمدت الذكاء الصناعي لتزوير صور وفيديوهات وإظهار عمليات قطع رؤوس أطفال وإحراق أطفال واغتصاب نساء وادعاء أنها جزء مما جرى في عملية طوفان الأقصى. وفيما تولى نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري تفنيد الحملة وتحدّي مَن يقف وراءها تقديم أي إثبات يتضمن أسماء حقيقية وشهادات موثقة لتأكيد أي جزء من هذه الرواية الملفقة، ووصلت الى الصحف العالمية التي رددت الاتهامات مراسلات تكذيب مرفقة بالتهديد بالملاحقة القضائية، ما استدعى انسحاب العديد منها من السردية المزورة. بينما قال الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية أن لا تأكيدات تثبت صحة ما قاله الرئيس جو بايدن من اتهامات بحق حماس، بينما قال وزير الخارجية انتوني بلينكن إن ليس لديه سبب لعدم تصديق ما قاله بنيامين نتنياهو.

نتنياهو الذي يقف متريثاً في قرار الحرب الفعلية، مكتفياً بعمليات الإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة عبر عملية تدمير منهجية مستمرة، فيما الحصار مطبق على غزة بكل ما له صلة بالحياة من ماء وكهرباء ودواء وطعام، مستقوياً بالدعم الأميركي المفتوح ومن ورائه إسناد غربي لامحدود، حيث أعلن الأميركيون ارسال حاملة طائرات ثانية الى المنطقة، بينما أعلنت بريطانيا عن إرسال سفن حربية وتنظيم طلعات جوية إسناداً لكيان الاحتلال، لكن نتنياهو خائف من بدء عملية برية رغم كل هذا التشجيع لأنه يعلم ان هذه الحشود لها دور معنوي، ولا قيمة عسكرية لوجودها، حتى في ردع قوى محور المقاومة وفي طليعتها حزب الله، إذا بدأ الهجوم البري، لذلك يستهلك نتنياهو الوقت ببطء مكتفياً بأعمال القتل والتدمير، مقدماً حكومته المعدلة أمام الكنيست، بمشاركة يتيمة من بني غانتس بعدما فشلت محاولات جذب جسم المعارضة الذي يقوده عملياً يائير لبيد والذي قال إنه لم ينضم لحكومة الوحدة لأنه يعتبر ان نتنياهو سبب الكارثة، ولا يُخرج الكيان من الكارثة مَن تسبّب بها.

وبعد أيام من التوتر وحبس الأنفاس على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، سيطر الهدوء الحذر يوم أمس، على طول الجبهة الجنوبية مع الاحتلال الإسرائيلي، في ظل استمرار حالة الذعر والرعب في كامل منطقة شمال فلسطين المحتلة، وحيث يسود الشلل التام وتمّ إخلاء المستوطنات على عمق 5 كيلومترات فيما لازم سكان بقية المستوطنات الملاجئ وتعطلت الحياة الاقتصادية. ويتخذ جيش الاحتلال إجراءات مشددة تخوفاً من عمليات المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأشارت مصادر ميدانية في المقاومة لـ»البناء» الى أن «المقاومة استطاعت ببعض العمليات والإجراءات الأمنية والعسكرية والرسائل الإعلامية من أن توقف كيان الاحتلال على «إجر ونص» منذ 5 أيام كما سبق وقال الأمين العام لحزب الله السيد نصرالله، وذلك من خلال حبس مئات آلاف المستوطنين في الملاجئ وإجلاء الآلاف من السكان وتعطيل كل دورة الحياة وبث الرعب في نفوس الجيش والمستوطنين، ما يجعل الكيان يعيش أسوأ مرحلة في تاريخه». ولاحظت المصادر أن «جيش الاحتلال يحاول تفادي الاشتباك مع المقاومة على الحدود، وبالتالي لا يريد فتح جبهة جديدة في الجنوب لكي يريد التفرّغ للمعركة مع قطاع غزة»، وشدّدت المصادر على أن «المقاومة لن تخضع للضغوط الدولية والأميركية تحديداً التي تحمل رسائل التهديد، وبالتالي لن توقف عملياتها على الحدود متى ترى ذلك مناسباً»، مشيرة الى أن «المقاومة لن تقف مكتوفة اليدين بحال تمادى العدو بعدوانه على لبنان أو على غزة»، مؤكدة أن المقاومة أعدّت مفاجآت مدوية ستقلب الموازين وتغير مجرى الحرب مع العدو الإسرائيلي وستسجّل إنجازات وانتصارات ستلاقي الانتصارات التي تسطرها المقاومة في فلسطين». وتشير المصادر الى أن «الجبهة الداخلية الإسرائيلية لا تستطيع الاستمرار بأجواء الحرب والذعر والحياة تحت الأرض لوقت طويل».
وعكس الإطلاق المتكرر لصفارات الإنذار في منطقة الشمال وإطلاق صواريخ الباتريوت بالخطأ، حالة الإرباك التي تعيشها قيادة الاحتلال العسكرية والاستخبارية، وألقت القوات الإسرائيلية ‏قنابل مضيئة في أجواء الحدود فوق مستعمرة ‎شتولا مقابل ‎رامية وعيتا الشعب وعديسة مقابل مستعمرة مسكفعام». كما نفت مصادر إعلامية إطلاق صواريخ على مستعمرة المطلة، موضحة أنّ «الانفجارات التي سمع دويها ناتجة عن انفجار 3 صواريخ باتريوت فوق الأراضي اللبنانية من سهل الخيام – مرجعيون مقابل المستعمرة سبقها انطلاق صفارات الإنذار».

وأكّدت إذاعة جيش الاحتلال، مقتل جندي من الجيش الإسرائيلي، جراء استهداف بصاروخ موجّه من قبل حزب الله على الحدود مع لبنان يوم أمس (أمس الأول) في الضهيرة.
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» الى أن الحكومة اللبنانية تتلقى يومياً اتصالات ديبلوماسية أميركية وأوروبية وعربية تدعو الحكومة إلى الضغط على حزب الله لكي لا ينخرط في المواجهة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أن خبراء عسكريين أكدوا لـ»البناء» أن «كافة الجبهات ستفتح دفعة واحدة أو بشكل متتالٍ بحال تجاوزت «اسرائيل» الخطوط الحمر، وهذه الخطوط تقرّرها غرفة عمليات محور المقاومة»، موضحين أن «المقاومة في فلسطين لا تزال يدها العليا وتملك زمام الأمور وتحتفظ بأوراق قوة على رأسها الأسرى الإسرائيليون العسكريون والمدنيون اضافة الى الاستمرار في اطلاق الصواريخ والقتال في غلاف غزة، وبالتالي ليست بحاجة حالياً الى باقي الجبهات». ولفت الخبراء الى أن «جيش الاحتلال يحتاج الى فترة أسبوع الى ثلاثة أسابيع كي يجري الاستعدادات والجهوزية القتالية والتسليحية والميدانية للدخول بعملية برية الى قطاع غزة»، موضحين أن الأميركيين يدركون أن جيش الاحتلال غير مؤهل لحرب طويلة كهذه، ولذلك جاءت حاملة الطائرات والدعم بالسلاح والذخيرة لكي ترفع من قدرات جيش الاحتلال المعنوية والعسكرية».
في المواقف، أعلن البيت الأبيض، أن «الولايات المتحدة تراجع دوماً العقوبات على إيران وتراقب حزب الله عن كثب ولا تريد توسّع رقعة الصراع في غزة»، وكشف أن «لا دليل محدداً على تورّط إيران في الهجوم على «إسرائيل»، لكنها متواطئة بشكل عام».
وهاجم الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت. وفي مؤتمر لمؤيدين له في فلوريدا، ذكر انّ «نتانياهو مخيب للآمال وغالانت غبي».

وأشار إلى أنّ «نتنياهو لم يكن مستعدًا وإسرائيل لم تكن مستعدة»، في إشارة إلى الفشل الاستخباراتي الذي أدى إلى الهجوم الذي نفذته حركة «حماس» على مستوطنات غلاف غزة.
في المقابل ندّد الرئيس الأميركي جو بايدن بوصف ترامب لحزب الله بـ»الذكي جداً»، وذكر بايدن في تصريح على مواقع التواصل الاجتماعي، أنّ «دعم بلدنا لـ»إسرائيل» حاسم ولا يتزعزع»، وليس هذا بالوقت المناسب للثناء على الذين يسعون لـ»تدميرها».
بدوره، أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن «الأولوية لتجنب تمدّد الصراع في غزة وبخاصة إلى لبنان».
من جهة مقابلة، أكّد وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان، خلال مؤتمر صحافي فور وصوله إلى مطار بيروت الدولي إلى «أننا في بيروت نعلن بصوت عالٍ أن الشعوب والدول الإسلامية لا تطيق استمرار جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني»، مشددًا على أنّ «نزوح فلسطينيين خلال 3 أيام وقطع المياه والكهرباء والأدوية عن أهل غزة تعتبر جريمة حرب يرتكبها الكيان الصهيوني».
وأعلن عبداللهيان أنّ «استمرار جرائم الحرب ضد الفلسطينيين وغزة سيلقى ردًا من باقي المحور، والكيان الصهيوني سيكون مسؤولًا عن عواقب ذلك»، مؤكدًا «أننا واستمرارًا من مشاوراتنا ستكون لنا لقاءات مع المسؤولين في لبنان بشأن غزة وإجراء المشاورات بشأن القضايا العالمية والإقليمية».
وتلقى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالاً هاتفياً من رئيس مجلس الشورى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية محمد باقر قاليباف، ناقشا خلاله الوضع في لبنان والمنطقة والعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة. كما تم التداول والتنسيق حول عقد جلسة طارئة لرؤساء مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي مخصصة لمناقشة تداعيات العدوان الإسرائيلي على غزة.

الى ذلك، أوضح رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أنّ «أسباب المعركة في غزة معروفة وهي غياب الحل العادل للقضية الفلسطينية».
ولفت خلال جلسة لمجلس الوزراء عقدت في السراي الحكومي إلى أنّ «التعدي المتكرر على المقدسات الإسلامية والمسيحية أجج المشاعر، ونحن جميعًا معنيون بما يجري هناك ولا يمكن أن نكون إلا إلى جانب الحق والعدالة»، معلنًا أنّ «مجلس الوزراء يدين بشدّة الأفعال الجرمية الذي يقترفها العدو الصهيوني في غزة ونؤكد التضامن مع الشعب الفلسطيني في نضاله». وأشار ميقاتي إلى أنّ «لبنان يشدد في هذه المرحلة على دور الجيش في حماية الأمن والاستقرار، مع تأكيد أن قضية فلسطين هي قضية عادلة». ورأى أنّ «لبنان في عين العاصفة فما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار لأن مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الأزرق نتيجة للاستفزازات الإسرائيلية والخرق الإسرائيلي الدائم للقرار 1701»، مشيرًا إلى «أننا على تنسيق دائم مع كافة القوى السياسية الفاعلة في لبنان ونحثها على ضبط النفس».

“الأخبار”: فرق عمل تنفيذية بين واشنطن ونيويورك… ومغريات مالية للقاهرة.. مهمة بلينكن: تهجير أبناء غزّة

علمت «الأخبار» من مصادر متعدّدة في الأمم المتحدة والقاهرة أن الولايات المتحدة تقود بالتعاون مع دول أوروبية ومسؤولين نافذين في الأمم المتحدة معركة كبيرة تستهدف أكبر عملية تهجير جديدة للفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك تحت غطاء نقل المدنيين من القطاع إلى أماكن آمنة. وقالت المصادر إن المشروع الأميركي يتساوق مع تحضيرات جيش الاحتلال لشنّ عملية عسكرية كبيرة ضد القطاع في الأيام القليلة المقبلة.

وأضافت المصادر أن الضغوط تبلغ مستوى جديداً من الذروة، مع الطلب إلى مصر الاستعداد لإقامة منطقة لجوء في العريش وعلى الحدود مع قطاع غزة، والموافقة على فتح ممر إنساني آمن، ليس بهدف نقل المساعدات إلى القطاع، بل لانتقال نحو ربع مليون فلسطيني يواجهون مشكلة الإيواء نتيجة تدمير منازلهم إلى تلك المنطقة.
وكشفت المصادر أن البحث انتقل من الجانب الأميركي إلى مستوى التنسيق مع فريق في الأمانة العامة للأمم المتحدة، ومع منظمات دولية تحظى بتمويل أوروبي، للضغط من أجل إقناع القاهرة بفتح الممرات. وتحدّثت المصادر عن إبداء الولايات المتحدة الاستعداد لتوفير تمويل كبير لمصر يتجاوز عشرين مليار دولار في حال وافقت على العملية. ولفتت إلى الطلب من القاهرة «تسهيل انتقال فرق كبيرة لمنظمات تعمل في الحقل الإغاثي إلى الحدود مع رفح من دون الدخول إلى غزة».

وبحسب المصادر، فإن ما يجري البحث فيه الآن يشتمل على توفير «وضع ميداني أفضل لقوات الاحتلال»، بالتزامن مع «توفير الغطاء السياسي والإعلامي للجرائم المفتوحة». وقالت إن الأميركيين، بالتعاون مع بريطانيا ودول أخرى، يريدون منح إسرائيل «الإذن بالقيام بكل ما يلزم لمنع تكرار ما حصل، ولو تطلّب ذلك تعديل الصورة في قطاع غزة ومناطق أخرى من فلسطين».
وقال دبلوماسيون مصريون إن القاهرة تلمس خطورة ما يحصل، وإن الحكومة المصرية تلقّت معلومات مفصّلة حول الخطة الأميركية – الإسرائيلية، وإن المغريات التي تُقدم لمصر تستغل حاجة الأخيرة إلى تمويل ضخم جراء العجز الكبير الذي تواجهه اقتصادياً ومالياً.

ووسط الاتصالات الجارية بهذا الخصوص، جاء الموقف اللافت للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الذي شدّد على ضرورة أن يبقى سكان القطاع موجودين «على أرضهم»، محذّراً من أن خروجهم يشكّل «خطورة كبيرة جداً لأنه يعني تصفية القضية الفلسطينية»، واصفاً إياها بـ«قضية القضايا وقضية العرب كلهم».

وقال السيسي، خلال حفل تخريج طلاب الكليات العسكرية، مساء أمس، إن بلاده التي تستضيف 9 ملايين نزحوا من بلادهم بسبب الاضطرابات الدائرة فيها، ترفض استقبال «الفلسطينيين الذين يجب أن يبقوا في بلادهم ومواصلة الصمود حفاظاً على قضيتهم وأرضهم ويتحتّم على مصر ألّا تتركهم». ورأى أن «المهم أن يبقى شعب غزة صامداً على أرضه، ونحن سنبذل أقصى الجهد لكي نخفّف عنه»، مؤكداً أن مصر «لا ولن تتأخر عن مساعدة الفلسطينيين»، والتزام بلاده «بالموقف الثابت لضمان الحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني».
وفي عمان التي تلعب حكومتها دوراً سيئاً ضد المقاومة الفلسطينية، خرجت أمس تصريحات مفاجئة حول تهجير الفلسطينيين. فقد صرّح وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أن بلاده تحذّر من «أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر وترحيل الأزمة إلى دول الجوار». وقال الصفدي بعد اتصالات مع مسؤولين من دول عدة، إن «أهل غزة يستحقون تحركاً فورياً لحمايتهم وتوفير احتياجاتهم»، وإن «السماح الفوري بإيصال المساعدات الغذائية والماء والوقود والكهرباء إلى غزة مسؤولية أخلاقية وقانونية على المجتمع الدولي برمّته».

وفي سياق المواقف الممهّدة لخطة التهجير، قال المتحدث الرسمي باسم «مجلس الأمن القومي» الأميركي، جون كيربي، إن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع الإسرائيليين والمصريين حول فتح ممر إنساني في قطاع غزة، مضيفاً أن إسرائيل ومصر هما اللاعبان الأكثر أهمية عندما يتعلق الأمر بذلك.

من جهته، دعا مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل إلى إنشاء «ممرات إنسانية لتسهيل مرور الأشخاص الذين يريدون الفرار من قصف غزة» عبر الحدود إلى مصر. وقال بوريل للصحافيين بعد مشاورات طارئة لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، إن احترام القانون الدولي يعني «رفض قطع المياه والغذاء والكهرباء»، الذي أمر به وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت.
كما دعا الأمين العام لـ«المجلس النرويجي للاجئين»، يان إيغلاند، في بيان، إلى «إنشاء ممرات إنسانية ووقف مؤقّت لإطلاق النار لإنقاذ الأرواح على الفور».

“النهار”: تشديد أميركي – فرنسي على منع تمدُّد الصراع إلى لبنان… الحكومة تتضامن فلسطينيًا وتلتزم الـ1701 وتتحسّب

لم يخرج موقف حكومة تصريف الاعمال، في جلسة مبتورة لمجلس الوزراء بفعل مضي الوزراء العونيين في المقاطعة على رغم الطابع المصيري للوضع الذي يملي اتخاذ قرارات استثنائية في مواجهة شبح حرب يخيم على لبنان، عما كان متوقعا لها ان تعلنه في سياق “الشكليات” التي تحفظ ماء وجه السلطة الرسمية. فاذا كان التضامن الحتمي مع الفلسطينيين في غزة في مواجهة آلة الدمار والقتل الإسرائيلية حتميا وبديهيا، فان تشديد الحكومة على التزام لبنان القرارات الدولية ولا سيما منها القرار 1701 الذي يترنح بخطورة امام ترددات الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة مهددة بانزلاق لبنان الى الحرب، اكتسب دلالات إيجابية “مبدئية ونظرية” اقله لجهة اعلان هذا الموقف الان بعدما شارفت تطورات الأيام الأخيرة من الجنوب وعبره وعليه ان تطيح المعادلة الأممية والأمنية والعسكرية التي يلحظها القرار 1701 منذ عام 2006 .

في اي حال ترددات اليوم السادس بعد “طوفان الأقصى” على لبنان انحسر معها التوتر نسبيا اذ لم تسجل تطورات امنية في الجنوب في حين تصاعدت معالم الديبلوماسية الساخنة المتصلة بالوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل بحيث ازداد التركيز الأميركي على هذا الوضع، فيما استعد وزير الخارجية الإيراني ليحط رحاله اليوم في بيروت مع ما سيطلقه من مواقف في يوم الزحف التضامني الى الحدود الذي وجهت الدعوات اليه في كل دول الجوار. وبدا لافتا في السياق ما اعلنه وزير الدفاع الأميركي امس من “ان جيشنا لم ير أي حشد لقوات “حزب الله” على الحدود مع إسرائيل” .

تزامن ذلك مع بروز تشديد أميركي وفرنسي على تجنب تمدد الصراع الى لبنان . ذلك ان البيت الأبيض اعلن ان الولايات المتحدة تُراقِب “حزب الله” عن كثب ولا تُريد اتّساع رقعة الصراع . وبدوره الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون اعلن في الكلمة التي القاها مساء ان “الأولوية هي لتجنّب تمدّد الصراع وبخاصة إلى لبنان”.

مجلس الوزراء

وفي اول جلسة لمجلس الوزراء منذ مدة طويلة لم يتبدل مشهد المقاطعة وواقعها مع امتناع الوزراء المحسوبين على “التيار الوطني الحر” عن الحضور بما فيهم وزير الخارجية عبدالله بو حبيب العائد من اجتماع مجلس وزراء جامعة الدول العربية في القاهرة وما اثير من انتقادات لموقفه خلاله من جانب الفريق “الممانع”. واضفت مشاركة قائد الجيش ورؤساء الأجهزة الأمنية في الجلسة طابع الاستنفار الرسمي للتطورات المرتقبة على كل المستويات. وعلم ان المناقشات تناولت الاحتمالات المطروحة لجهة تعرض المرافق العامة للقصف وتهديد الامدادات الحيوية فطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من هيئة إدارة الكوارث الاجتماع ومحاكاة الاخطار المحتملة والخطط لمواجهتها مع الوزارات المعنية تحسبا لكل الاحتمالات .

واعلن ميقاتي في نهاية الجلسة الاتجاهات والقرارت معتبرا “إن لبنان في عين العاصفة، وما يجري على حدودنا الجنوبية يثير لدينا القلق العميق والاستنكار،لان مجمل الحوادث التي تجري على طول الخط الازرق، هي نتيجة للاستفزازات الاسرائيلية ولخرق العدو الاسرائيلي الدائم للقرار 1701”. وقال “إن مجلس الوزراء، ازاء ما تشهده غزة من إبادة منظمة تطال الاطفال والمدنيين وما تتعرض له الأحياء السكنية من تدمير وحشي ممنهج، يدين بشدة هذه الأفعال الجرمية التي يقترفها العدو الاسرائيلي، ويسكت عنها المجتمع الدولي . كما يؤكد المجلس إنتصاره للمظلوم، وتضامنه مع الشعب الفلسطيني في نضاله، وحقه في الحياة وأرضه وكرامته الأنسانية… إنني أدعو القوى الفاعلة في المجتمع الدولي ، بما في ذلك مجلس الامن الدولي،الى تحمل مسؤولياتها والضغط لوقف اطلاق النار في غزة، والبدء بمفاوضات تؤدي الى وقف دوامة العنف وعودة الهدوء. وبالتوازي يجب العمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية التي اقرت في القمة العربية التي عقدت في بيروت عام 2002 كخارطة طريق وحيدة لاحلال السلام واعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة “. واعلن “إن لبنان، الذي يلتزم بتطبيق القرارات الدولية،وخصوصا القرار 1701، يشدد في هذه المرحلة العصيبة على دور الجيش في حماية الامن والاستقرار وعلى التعاون الوثيق بين الجيش وقوات اليونيفيل، وضرورة الاستقرار الامني، مع التأكيد إن قضية الشعب الفلسطيني العادلة هي في وجدان كل لبناني وعربي وكل إنسان يؤمن بالحق. وقد اجتمعت مع وزير الخارجية الذي أطلعني على اجواء اجتماعات جامعة الدول العربية وحرص الدول العربية على لبنان والاستقرار فيه.كما طلبت من معالي الوزير تقديم شكوى عاجلة الى مجلس الأمن الدولي ضد اسرائيل على خلفية اعتداءاتها المتكررة ضد لبنان”. وكشف انه في الجلسة التي شارك فيها القادة الامنيون، “طلبنا من جميع المعنيين ان يكونوا على أهبة الاستعداد لمواجهة أي طارئ، ودعم الجهود التي تبذلها الحكومة لتجنيب لبنان تداعيات ما يحصل والمحافظة على الامن وتأمين سلامة المواطنين وتوفير احتياجاتهم اليومية. كما شددنا على قيادة الجيش وقادة الأجهزة الأمنية بضرورة تفعيل الاجراءات المتخذة منعا لأي اخلال او استغلال للأوضاع. كما طلبنا من هيئة ادارة الكوارث عقد اجتماع طارئ واجراء المحاكاة اللازمة لمواجهة الازمة.”

ورد ميقاتي على مقاطعي الجلسة بقوله “ان المقاطعة لم تعد مجدية، بدليل أن الاحداث تجاوزتها وباتت تفرض رص الصفوف والتعاون لتجاوز الصعوبات الحالية والداهمة ومواجهة التحديات الراهنة. وفي السياق ذاته ،بعد أن كرس المجلس الدستوري بموجب قراره رقم ٦ تاريخ ٣٠-٥-٢٠٢٣ دستورية جلسات مجلس الوزراء وقانونية الآلية المعتمدة لاتخاذ المقررات وإصدار المراسيم، ها هو مجلس القضايا في مجلس شورى الدولة، أعلى مرجع قضائي إداري، يقرر اليوم رد الطعون المقدمة من بعض الوزراء المقاطعين، ما من شأنه ان يحصن دستوريا وقانونياً كل مقررات حكومة تصريف الاعمال. فإلى متى المكابرة من غير طائل ودون فائدة والمركب مهدد بالغرق في كل يوم وكل لحظة”.

ويزور بيروت اليوم وزير الخارجية الإيراني حسين عبد امير عبد اللهيان ويبدأ جولته بلقاء الرئيس ميقاتي في التاسعة صباحا ثم يزور وزير الخارجية عبد الله بو حبيب في العاشرة على ان يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا على الأثر .

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى