عربي

خلافات ومخاوف تؤخر العملية البرية في غزة

bf85d6bf-0c22-4d22-b787-de3471791d27

يبدو واضحا أنَّ المنظومة السياسية والعسكرية الصهيونية لا تزال تتلاطم في بحر هائج بسبب ترددات طوفان الاقصى كما عبرت الاوساط الصهيونية. فحكومة الحرب المصغرة انفجرت فيها الخلافات بين المستويين السياسي والعسكري ، والجميع يتهيب العملية البرية ويتبادلون الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية ، وينصبون لبعضهم الافخاخ ، فنتنياهو يريد ايقاع المستوى العسكري في فخ ليحمله وزر ما سينتج عن العملية البرية ، فيما يوجه المستوى العسكري ضربة استباقية لنتنياهو ، ويتهمه بالجبن.

يقول في هذا الاطار المتحدث السابق باسم جيش الاحتلال آفي بنياهو “سفينتنا تتأرجح بين الامواج في بحر عاصف جدا ، وفي هذا الوقت تحتاج الى ربان ، والجميع منشغل بالهروب من المسؤولية ، وانا اقول ذلك بألم ، فرئيس الحكومة ليس على علاقة جيدة بوزير الحرب وان الحوار بين هذه المستويات غير جيدة ، وهناك بني غانتس وايزنكوت الذين عليهما الخروج للعلن والحديث عن ذلك”.

غازي بركائي – اعلامي صهيوني قال بدوره “توسلنا كصحافيين امام نتنياهو ليقول انا مسؤول وانا اخطأت ، لكن ليس لديه هذه الكلمات ، وكلامنا لن ينفع لاعتبارات معينة ، فمن اعترف بالخطأ مثل رئيس الاركان ، وضع كتاب استقالة لما بعد الحرب ، لكن هذا الامر غير موجود لدى نتنياهو ، لكنني من ناحية اخرى اثق بجبن نتنياهو ، والانتظار للهجوم البري مرارا يجعلني احترم اكثر جبن نتنياهو”.
وفي ظل هذا الجو العاصف من التباينات والحروب الشخصية في مجلس الحرب المصغر ، فان كافة الاوساط الصهيونية تقول بصراحة ان هناك اعتبارات واقعية لجبن نتنياهو من عملية برية لانه يخشى من الجبهة الشمالية وفي ظل اقتصاد ينهار وجيش احتياط غير مهيأ لخوضها.

من جهته يقول المحلل السياسي الصهيوني باراك ساري ان “جهات سياسية تقول ان نتنياهو يخشى الدخول الى غزة لاسبابه الخاصة ، فهو يخشى التورط في غزة وكذلك في الشمال ، وهناك مئات الاف الجنود في غالبيتهم جنود في الاحتياط ، والاقتصاد في حالة نصف شلل وانا اسمع ان رئيس الحكومة لم يقرر ماذا سيفعل ، فيما الخلافات بين رئيس الحكومة ووزير الدفاع لا يمكن اخفاؤها مع انعدام الثقة بين رئيس الحكومة والجيش”.

محللة سياسية صهيونية هي ايالت شيفر اعتبرت بدورها انه “بعد السبت الاسود بات عامل عدم الثقة هائلا ، فنتنياهو غير مستعد للاصغاء ، وهو ينظر الى الجبهات الاضافية والغضب في مختلف الدول من الحرب يقلق نتنياهو الذي اتخذ قرار بأن علينا الانتظار قليلا والاصغاء للمزيد من الاطراف قبل اعطاء الاذن بالبدء بخطط الجيش.”

أخيرا ، حذرت أوساط صهيونية من ان “اسرائيل” فقدت الثقة بنفسها بعد طوفان الاقصى لذا ليس لديها هامش للخطأ الان ، فلا يمكنها مواجهة فشل العملية البرية لانها حينها ستواجه كارثة كبرى.

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.almanar.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى