اليمن

تصعيد على الحدود الجنوبية يهدّد بانزلاق حرب مع حزب الله

ركزت الصحف اللبنانية الصادرة اليوم على التطور الميداني الذي حصل على الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة في خراج بلدة الضهيرة في القطاع الغربي (سابقًا)، إذ تسللت مجموعة من سرايا القدس واشتكبت مع دورية إسرائيلية أوقعتها بين قتيل وجريح، وما لبث الى أن ردّ العدو بقصف مدفعي لخراج عدد من القرى الحدودية أدى لإستشهاد 3 مجاهدين من حزب الله والذي بدوره ردّ على بقصف ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة ‏كتيبة تابعة للواء الغربي.

“الأخبار”: شهيدان للجهاد الإسلامي و3 لحزب الله: مصرع ضابط إسرائيلي كبير على الحدود

هل ينخرِط حزب الله في معركة «طوفان الأقصى»؟ هو السؤال الأكثر تداولاً على الساحتين المحلية والدولية. الإجابة الواضحة على كل التساؤلات سيحددها مسار المعركة في غزة، إلا أن الاستنفار على الحدود اللبنانية – الفلسطينية ورسائل النار التي أُطلقت من جنوب لبنان وتسارع الأحداث، كلّ ذلك يؤكّد أن الجبهة الشمالية قد تخرج في أي وقت من دائرة التوتر المضبوط، في التوقيت الذي تقرّره المقاومة.

وبعدما بقيت التطورات جنوباً، في اليومين الأوليْن من «طوفان الأقصى»، «مدوزنة» بما يكفي لإرباك العدو وإشغاله بعمليات انحصرت بإطلاق صواريخ وقذائف ومحاولات تسلّل، شهد يوم أمس تطورات دراماتيكية انتهت بإعلان المقاومة الإسلامية، ليلاً، مهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة ‏كتيبة تابعة للواء الغربي، بصواريخ موجّهة وقذائف هاون ‏أصابتها إصابات مباشرة، وذلك في «ردٍّ أوّلي بعد استشهاد ثلاثة من الإخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية ‏على البلدات والقرى اللبنانية». والشهداء الثلاثة الذين نعتهم المقاومة هم علي حسن حدرج (فداء) وعلي رائف فتوني (حيدر) وحسام محمد إبراهيم (حسام عيترون).

واستشهد المقاومون الثلاثة في قصف إسرائيلي استهدف محيط تلة الراهب وخلة وردة عقب اختراق مجموعة من المقاومين، عصر أمس، الشريط الشائك باتجاه فلسطين المحتلة، حيث وقع اشتباك مع جنود العدو في عملية أعلنت «سرايا القدس» لاحقاً مسؤوليتها عنها، وأفاد الجيش الإسرائيلي بأن المتسلّلين اشتبكوا مع جنوده، ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات في صفوفهم واستشهاد اثنين من المقاومين الأربعة (رياض قبلاوي من مخيم عين الحلوة وحمزة موسى من مخيم البرج الشمالي) وجرح ثالث فيما لم يُعرف مصير الرابع. في وقت أفادت مصادر بأن المقاومين تمكّنوا من تدمير آليتين للعدو وقتل أحد جنوده. وأعلن جيش العدو مقتل المقدم عليم سعد من اللواء 300 «خلال مواجهة مع الإرهابيين على الحدود اللبنانية». وعقب العملية ردّ العدو بغارات وقصف مدفعي عنيف لخراج بلدات الضهيرة ويارين والبستان ومروحين وعيتا الشعب، وطلبت قيادة الجبهة الداخلية الإسرائيلية من المستوطنين في منطقة الجليل الغربي دخول الملاجئ والبقاء فيها حتى إشعار آخر.

وأعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش، تعرّض مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش، ما أدّى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة. ودعت قيادة الجيش المواطنين إلى اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر وعدم التوجه إلى المناطق المحاذية للحدود حفاظاً على سلامتهم. وقال الناطق الرسمي باسم قوات «اليونيفل» أندريا تيننتي في بيان إن «رئيس بعثة اليونيفل اللواء أرولدو لاثارو، هو على اتصال بالأطراف المعنيين، ويحثّهم على ممارسة أقصى درجات ضبط النفس واستخدام آليات الارتباط والتنسيق التي تضطلع بها اليونيفل» لمنع المزيد من التصعيد ووقوع الخسائر في الأرواح».

وأعلن رئيس الجامعة اللبنانية بسام بدران تعليق الدروس والأعمال الإدارية في فروع وشُعب الجامعة في النبطية وصور وبنت جبيل اليوم، كما أعلن وزير التربية عباس الحلبي تعليق الدروس في المدارس الرسمية والخاصة في الجنوب بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.

وتواصلت أمس التحذيرات الدولية من دخول حزب الله على خط الحرب الدائرة في غزة. وعلمت «الأخبار» أن السفيرة الأميركية دوروثي شيا (الموجودة خارج البلاد) تواصلت مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وشدّدت على ضرورة «ضبط الوضع في الجنوب وعدم التورط»، كما تواصل الأميركيون مع المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري لنقل الرسالة ذاتها، وقد أبلغها إلى من يعنيهم الأمر. كذلك تواصلت الاتصالات من قبل الألمان والفرنسيين والإسبان «للتشديد على ضرورة تحييد لبنان»، فضلاً عن رسائل أخرى نُقلت عبر مصر ودول عربية أخرى إلى حزب الله لمطالبته بعدم التدخل، إلا أن الرد كان حاسماً بأن الحزب «يتابع مسار المعركة وسيبني على الشيء مقتضاه». وطلبت السفارة الأميركية من مواطنيها في بيروت «توخّي الحذر، لأن الوضع في إسرائيل لا يزال غير قابل للتنبّؤ».

في المواقف الداخلية، دعا النائب السابق وليد جنبلاط حزب الله إلى «ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى، خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل إلى الأراضي المحتلة». وقال: «سأتواصل مع الحزب، وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد».

استدعاء الاحتياط يخضّ إسرائيل: الفوضى تعمّ القطاعات كافة

اتّسع نطاق استدعاء جنود الاحتياط بموجب الأمر رقم ثمانية، وإعلان الحرب ردّاً على «طوفان الأقصى»، ليشمل تجنيد 300 ألف مقاتل، مطاولاً بتأثيراته أيضاً جميع القطاعات في الكيان، وفي مقدّمتها الصحّة والنقل والمواصلات والاقتصاد والتجارة، وغيرها من القطاعات التي تشهد نقصاً أصلاً في عدد الموظفين والعمّال، وتواجه ضغوطاً كبيرة في ظلّ حالة الطوارئ المعلَنة. وتلقّى الأطبّاء والممرّضون الإسرائيليون الخادمون في صفوف الاحتياط أوامر بالتجنّد للحرب والتواجد في الميدان، فيما طُلب من الأطباء الفلسطينيين من حمَلة الجنسية الإسرائيلية، ومن ضمنهم أولئك الذين يسكنون في الضفة أو القدس، الحضور إلى المستشفيات والمراكز الصحّية والطبية، لتغطية النقص الحاصل في مناوبات الأطباء.

توقّف محطّات القطار

في قطاع النقل والمواصلات، توقّفت مئات خطوط الحافلات والقطارات عن العمل، في ظلّ استدعاء السائقين وحارسي الأمن، فيما أُلغي في اللحظات الأخيرة تعيين بديلٍ من المدير التنفيذي لـ«قطارات إسرائيل»، نتيجة الوضع؛ إذ كان من المفترض أن يتسلّم المدير السابق لميناء أسدود، والضابط العريق في سلاح البحرية، موشي (شيكو) زانا، أمس، منصبه الجديد مديراً تنفيذياً للقطارات، خلَفاً لميخا مايكسنر الذي سيظلّ في منصبه في الوقت الحالي، علماً أن الأخير استقال من منصبه قبل أسابيع، من جرّاء ضغوط مارستها عليه وزيرة المواصلات، ميري ريغيف، ليُعيِّن موظفين في القطارات بناءً على اعتبارات سياسية. وطبقاً لموقع «واللا» العبري، فإنه منذ بدء الحرب، يواجه قطاع النقل عموماً، والقطارات خصوصاً، أزمة حادّة في نقص القوى البشرية، ولا سيما بعد تجنيد حرّاس أمن المحطّات، والسائقين، والمُراقبين والمفتّشين، للخدمة في صفوف الاحتياط. وفي ضوء ذلك، أعلنت «قطارات إسرائيل» إغلاق سلسلة من المحطّات المركزية، وإبطال خطوط فرعية، باستثناء خطّ القدس – هرتسليا، الذي بات بحدّ ذاته خطّاً بديلاً من خطوط الحافلات التي أُلغيت نتيجة لاستدعاء سائقي المواصلات العامّة للخدمة العسكرية.

إسرائيليون عالقون في الخارج

أمّا بالنسبة إلى شركات الطيران الإسرائيلية، التي بقيت تعمل تقريباً لوحدها في المطارات الإسرائيلية، على نقل الإسرائيليين والسيّاح على حدٍّ سواء من وإلى فلسطين المحتلة، فتواجه هي الأخرى أزمة غير مسبوقة، في ظلّ استدعاء طياري الاحتياط وحراس الأمن، ورَفضِ الموظفين، ومن ضمنهم موظّفو صيانة الطائرات والطيارون والمضيفون الأجانب، العمل معها لأن دولهم تحظر عليهم حالياً السفر إلى إسرائيل نتيجة الحرب. وتجلّت الأزمة أمس، بصورة خاصة في اليونان، حيث رفض طاقم الطيارين والمضيفين البُلغاريين العاملين لصالح شركة «أركياع» الإسرائيلية، قيادة طائرة للأخيرة في رحلة الإجلاء رقم 221 من أثينا إلى تل أبيب، والتي كان من المفترض أن تقلع في حدود الـ09:40 صباحاً، وذلك لأن دولتهم تحظر عليهم السفر إلى إسرائيل في الوضع الراهن. وفي السياق، قال الإسرائيلي، أوفير بحميا، المتواجد في أثينا مع مئات الإسرائيليين، والذي فُقدت آثار والد زوجته في خلال هجوم المقاومة المباغت على مستوطنات «الغلاف»: «فوجئتُ، مثلي مثل المسافرين الآخرين، برفض الطيار وأفراد طاقم العمل البلغاريين قيادة الطائرة؛ إذ حملوا حقائبهم ونزلوا فجأة من الطائرة، ثمّ طُلب إلينا المكوث في حافلة بالقرب من الطائرة». وأمل بحميا في أن «تتمكن الشركة الإسرائيلية من إرسال طيارين إسرائيليين من أجل إجلائهم من أثينا». أمّا الإسرائيليون الذين كانوا على متن رحلة متوجّهة من سالونيك اليونانية إلى تل أبيب على متن طائرة لشركة «يسرائير» الإسرائيلية، ففوجئوا وهم في الأجواء، بإبلاغهم بأن الطائرة ستهبط في لارنكا القبرصية، بسبب كون الطيّار وموظفي الطائرة أوروبيين ويُحظر عليهم السفر إلى إسرائيل. وفي الإطار، لفت أون أوحنا، وهو أحد المسافرين على متن الطائرة، إلى أن «مئات الإسرائيليين في مطار لارنكا عالقون حالياً، ومن بينهم إسرائيليون مستدعون للخدمة بموجب الأمر ثمانية، وليس واضحاً بالضبط كيف سيعودون إلى إسرائيل».

“البناء”: المقاومة تقاتل خارج غزة وتطلق صواريخها على عمق الكيان… وتستعدّ لتغيير قواعد الاشتباك

في اليوم الثالث لعملية طوفان الأقصى واصلت المقاومة سيطرتها على مواقع عديدة خارج غزة، فبقيت المعارك في سديروت وجنوب عسقلان وقاعدة زكيم البحرية، ودفعت المقاومة بمساندة قتالية لمقاتليها في مواقع سيطرتها خارج قطاع غزة، وفشل جيش الاحتلال رغم مرور أكثر من يومين على بدء العملية في استعادة السيطرة على المناطق الحدودية التي وقعت بيد المقاومة خلال اليوم الأول، وكان الحضور الوحيد لجيش الاحتلال هو القتل والمزيد من القتل، عبر غارات لم تتوقف على الأحياء السكنية والأسواق والأبراج، وفي ظل الدعم الأميركي والغربي المعلن بلا حدود لشنّ حملة عسكرية تردّ الاعتبار للجيش المتهالك، ومقابل القصف الاسرائيلي الوحشي واصلت المقاومة إطلاق صواريخها، على مواقع عديدة ومؤسسات حيوية للكيان مثل مطار بن غوريون الذي توقف نصف ساعة بسبب تساقط الصواريخ.
رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو دعا قادة المعارضة بتشجيع أميركي الى حكومة طوارئ وطنيّة تضم الجميع، تقدم التغطية للحملة العسكرية التي بدأ الإعداد لها ضمن خطة استدعاء ثلاثمئة ألف من الاحتياط، للإفادة من الدعم الأميركي، بخلفية التفكير بعمل برّي يتضمن مجازفات كبرى، وليس مضموناً أن يخرج منها جيشه معافى.
على جبهة لبنان تبدو مخاطر التدحرج نحو حال الحرب إلى تزايد مع جرعة الدعم الأميركي لقيادة الكيان، حيث إن جيش الاحتلال بعد عملية تسلل لسرايا القدس نتجت عنها إصابات في جيش الاحتلال منها نائب قائد اللواء الغربي، ورغم استشهاد عناصر السرايا برصاص جيش الاحتلال، قام باستهداف مواقع لحزب الله ما أدّى لاستشهاد ثلاثة من عناصر الحزب، وقيامه بالردّ بقصف صاروخيّ على مقر قيادة الجليل ومعسكرات أخرى، ولم تستبعد مصادر أمنية أن يتسارع الوضع على جبهة الحدود نحو المزيد من التصعيد والتدحرج نحو الحرب الأوسع.

وبعد الهدوء الحذر الذي شهدته الحدود اللبنانية – الفلسطينية عقب عملية المقاومة الإسلامية في لبنان باستهداف عدد من مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا، عاد الوضع إلى التصعيد بوتيرة أكبر بدءاً من عصر أمس، وذلك بعد تسلل عناصر من المقاومة الفلسطينية من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة واشتبكوا مع دورية «إسرائيلية» ما أدى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جيش العدو.
وبعد وقت قليل، أعلنت “سرايا القدس”، مسؤوليتها عن العملية و”أدّت إلى إصابة ضابط صهيونيّ كبير و7 جنود “إسرائيليين”، بينهم إصابة خطيرة”.
وأصيب نائب قائد اللواء الغربي الصهيوني في الاشتباك مع مجاهدي “سرايا القدس” عند الحدود اللبنانية – الفلسطينية إضافةً لسبع إصابات أخرى بينها إصابات حرجة.
بدورها، تحدثت وسائل إعلام العدو عن محاولة تسلل 4 مسلحين من لبنان، قرب قرية عرب العرامشة، عند الحدود اللبنانية الفلسطينية، مضيفةً أنّ جيش الاحتلال أغلق عدّة طرقٍ في الجليل الغربي بعد محاولة التسلل من لبنان.
وعقب ذلك، قصف العدو “الإسرائيلي” خراج بلدة عيتا الشعب وبلداتٍ محاذية لها، حيث بدأ العدوان على بلدتي الضهيرة ويارين الحدوديتين، قبل انتقاله إلى خراج عيتا الشعب، وقد استهدفت غارات الاحتلال مراكز لحزب الله ما أدّى إلى سقوط عدد من الشهداء.
وزفت المقاومة الإسلامية في بيانات متلاحقة المجاهدين: “حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، علي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط – بيروت، والشهيد المجاهد علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت (سكان بلدة حناويه الجنوبية)، والذين ارتقوا نتيجة العدوان الصهيوني على جنوب لبنان عصر اليوم الاثنين 9/10/2023”.

وأشارت مصادر مطلعة على أجواء المقاومة لـ”البناء” الى أن القصف الإسرائيلي ضد مراكز حزب الله هو خرق لقواعد الاشتباك وسيستدرج ردة فعل من المقاومة في لبنان ستكون مؤلمة للعدو. ولفتت الى أن الاحتلال الذي يعيش حالة من الهيستيريا والإرباك بعد الضربة التي تعرّض لها في غلاف غزة، هو من يأخذ الأمور الى التصعيد وسيلقى الرد المناسب. وحذرت المصادر من أن الوضع مفتوح على كافة الاحتمالات من ضمنها تفجير جبهة الجنوب على نطاق واسع، ما سيدفع المقاومة في لبنان إلى الدخول الى الجليل في أي وقت تراه مناسباً، ما سيغيّر مسار المعركة ومصير الحرب. وكشفت أن المقاومة في لبنان رفعت درجة الجهوزية الى نسبة كبيرة وهي مستعدّة لخوض حرب طويلة الأمد ستنتهي بالنصر، كما وعد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.
وعلمت “البناء” أن الحكومة اللبنانية تتعرّض لضغوط خارجية أميركية – أوروبية للضغط على حزب الله لتحييد لبنان عما يجري في غزة وتفادي فتح جبهة من الجنوب. كما علمت عن اتصالات تجري بين المراجع السياسية والرئاسية للتباحث بالتطورات على الحدود وفي غزة، وما يمكن اتخاذه من قرارات وإجراءات لمواكبة الأحداث الخطيرة والتداعيات المحتملة للحرب في غزة.

وبعد حوالي الساعة أعلن “حزب الله”، في بيان، أنه “بعد استشهاد ثلاثة من الأخوة المجاهدين نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية على البلدات والقرى اللبنانية، قامت مجموعات من المقاومة الإسلامية في ردٍّ أوّلي بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل، وثكنة أفيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي، وذلك بواسطة الصواريخ الموجّهة وقذائف الهاون وأصابتها إصابات مباشرة”.
ولم تسلم ثكنات الجيش اللبناني من همجية الاحتلال، إذ أعلنت قيادة الجيش، أنه “بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/٩ تعرضت مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش اللبناني في خراج بلدة رميش ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة».
وكان جيش الاحتلال أعلن “قصف مواقع لبنانية بالمدفعية رداً على القذائف التي أطلقت تجاه إسرائيل”.
وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الى أننا “نعمل على تحصين حدودنا مع لبنان والضفة الغربية، ونريد تأمين دعم دولي حتى نتحرك بهامش حرية كبير”.

“النهار”: تصعيد خطير يقرب الجنوب من المواجهة المفتوحة

من زاويتين الأولى ميدانية والثانية إعلامية – ديبلوماسية مثيرتين للقلق الشديد، بدا لبنان في اليوم الثالث من التداعيات الملتهبة لعملية “طوفان الأقصى” عرضة لمزيد من الانزلاق نحو التوريط او التورط في الحرب المتدحرجة بين إسرائيل وحركة “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في قطاع غزة. في الجانب الميداني وفيما الاعين ترصد “حزب الله” وما يمكن ان تقود اليه مواقفه المتكررة من عدم الوقوف على حياد في الحرب المتصاعدة بشكل جنوني في غزة وإسرائيل، شكل اعلان “سرايا القدس” عصر امس مسؤوليتها عن عملية تسلل من لبنان الى الحدود الجنوبية حيث نفذت عملية ضد الإسرائيليين أوقعت سبعة جرحى مؤشرا مقلقا للغاية خصوصا انه اطلق العنان للقصف الجوي والبري الإسرائيلي للمنطقة الحدودية الامر الذي اسفر عن مقتل ثلاثة مقاتلين من “حزب الله” الذي بدا انه يدرس طريقة الرد. بذلك تبدو تعقيدات الوضع الميداني جنوبا ذاهبة نحو تفاقم يصعب التكهن بما اذا كان سيكشف فصولا أخرى من الحرب ادرج لبنان فيها قسرا ام ان التورط المتوقع سيبقى مقننا ومحدودا بفعل خطوط حمراء تأخذ في الاعتبار الواقع الانهياري الذي يعيشه لبنان مع ما يرتبه ذلك من احتمالات دراماتيكية في حال تمدد الحرب اليه. اما الزاوية الإعلامية – الديبلوماسية فتمثلت في جانب اشد سلبية من خلال ما تردد على نطاق واسع من معطيات عن اضاءة الإشارات لهجوم حماس على إسرائيل من غرفة عمليات إيرانية في بيروت، ولو نفت طهران تورطها في الحرب. اذ ان ادراج بيروت في هذه الخانة بدا مؤشرا خطيرا خصوصا انه اثير في الاعلام الأميركي.
 
بإزاء ذلك اكتسب الموقف الرسمي الأول من التطورات الميدانية دلالات بارزة لجهة محاولات استدراك تفلت الوضع في الجنوب ومنع انزلاق لبنان الى متاهة الحرب من دون ان يحجب ذلك المخاوف المتعاظمة من عجز السلطة اللبنانية عن لجم الاخطار المحدقة بدليل التباين الواسع بين الخطاب الاحتوائي الرسمي وخطاب “حزب الله” وافرقاء “الممانعة”. في هذا السياق اعلن رسميا ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تابع الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية مشددا على “ان الاولوية لدى الحكومة هي حفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان، واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا، والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”. وجدد ميقاتي التأكيد “أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، وفي هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحّد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات”.

اما في ما يتصل باقحام بيروت في التخطيط المزعوم لعملية “طوفان الأقصى” فقد أفادت معلومات أوردتها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية أن مسؤولين أمنيين إيرانيين ساعدوا في التخطيط للهجوم المفاجئ الذي شنته حركة حماس يوم السبت على إسرائيل، وأعطوا الضوء الأخضر للعملية في اجتماع عقد في بيروت يوم الاثنين الماضي. وقالت إن ضباط الحرس الثوري الإيراني عملوا مع حماس منذ آب الماضي لتخطيط التوغلات الجوية والبرية والبحرية ، وهو الخرق الأكثر أهمية لحدود إسرائيل منذ عام 1973. وكشفوا أنه تم تنقيح تفاصيل العملية خلال اجتماعات عدة في بيروت حضرها ضباط الحرس الثوري الإيراني وممثلو أربع جماعات مسلحة مدعومة من إيران، بما في ذلك حماس، التي تسيطر على السلطة في غزة، وحزب الله في لبنان. في حين أعلن مسؤول أميركي عن الاجتماعات، بأنه ليس لدى بلاده أي معلومات في الوقت الحالي لتأكيد هذه الرواية . كما ان البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة نفت ضلوع طهران، في هجوم “طوفان الأقصى”.

وفي المواقف الداخلية برز قول رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ” لا أفهم بعض التصريحات من بعض أقطاب الممانعة في لبنان حول تدمير إسرائيل فلسنا بحاجة الى صراع يهودي – إسلامي”. ولفت في حديث تلفزيوني الى انه “من حق الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية الحصول على سلاح ودعم وأنصح بعودة حركة فتح والسلطة الفلسطينية الى أصولها وكفى سلطة وهمية لا علاقة لها بالواقع”. وطلب جنبلاط من “حزب الله” ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة، وقال: “سأتواصل مع الحزب وكلام النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”. واعتبر أن “الأمور تجاوزت الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان”. وقال :”على الدول الحاضنة وعلى المقاطعين أن يحضروا لتكون الحكومة حاضرة وتجتمع كفانا مزايدات وإسم بالزايد أو بالناقص بالرئاسة” . وكشف أنه تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، معلنًا استعداده لأي تحرك “والأهم الآن هو ضبط الجنوب وعدم تجاوز حدود معينة”.

تصعيد حدودي

وسط هذه المعطيات كان الوضع على الحدود الجنوبية مع إسرائيل يشهد جرعات إضافية من التوتر الى ان انفجر قرابة الثالثة والنصف بعد ظهر امس حيث قصفت القوات الاسرائيلية بالمدفعية منطقة الضهيرة الحدودية في القطاع الغربي وصولا الى بلدات مروحين والبستان والزلوطية. كما سمعت طلقات نارية مكثفة عند حدود الضهيرة. واعلن الجيش الإسرائيلي عن اشتباك وقع في الجبهة الشمالية بعد تسلّل مسلحين من الأراضي اللبنانية، وتحدث الاعلام الإسرائيلي عن مقتل اثنين من المتسللين بنيران الجيش الإسرائيلي فيما اعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل جنديين وجرح جنديين اخرين في المواجهات على الحدود مع لبنان . ولكن “حزب الله” فقد مجموعة من مقاتليه دفعة واحدة استهدفهم قصف إسرائيلي في احد المراكز الميدانية في عيتا الشعب .

وكانت المعلومات أفادت ان مجموعة فلسطينية حاولت التسلل الى داخل الأراضي المحتلّة وكانت تضم ثلاثة فلسطينيّين قتل اثنان منهم وعاد الآخر الى لبنان . وتوسعت رقعة القصف المدفعي الاسرائيلي مستهدفة اطراف بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل.وسجل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع على علو منخفض في سماء الجنوب. وتجدد القصف لاحقا ووصل الى مشارف بيت ليف ورميش وعيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، والاودية والتلال المحيطة ببلدات شمع يارين ومروحين والزلوطية. وسجلت حركة نزوح كثيفة من الناقورة إلى صور.
واعلنت “سرايا القدس” مسؤوليتها عن تنفيذ عملية في جنوب لبنان بعد ظهر امس عند الحدود مع فلسطين المحتلة وقالت ان العملية في جنوب لبنان تأتي ضمن معركة “طوفان الأقصى” وانها أدت الى جرح سبعة جنود إسرائيليين .

وقال مصدران مقربان من “حزب الله” ومصدر أمني لبناني لـ”رويترز” إن أحد عناصر “حزب الله” قُتل في القصف الإسرائيلي وقال الجيش الإسرائيلي انه قصف ثلاثة مواقع لـ”حزب الله”. ولكن الحزب نعى ليلا تباعا ثلاثة من مقاتليه هم : حسام محمد إبراهيم “حسام عيترون” من بلدة عيترون الجنوبية، وعلي رائف فتوني “حيدر” من بلدة زقاق البلاط ” ثم علي حسن حدرج “فداء” من مدينة بيروت سكان بلدة حناويه”. وعلى الأثر اطلقت ليلا قذائف هاون قدرت بـ 13 قذيفة هاون من الجنوب في اتجاه مناطق الجليل ردت عليها المدفعية الاسرائلية بقصف لبعض المناطق الحدودية . وأعلنت “المقاومة الإسلامية ” انها في “رد اولي على استشهاد مجاهديها قامت بمهاجمة ثكنة برانيت وهي مركز قيادة فرقة الجليل وثكنة افيفيم وهي مركز قيادة كتيبة تابعة للواء الغربي بواسطة الصواريخ الموجهة وقذائف الهاون واصابتهما إصابات مباشرة “.
 

رابط الخبر
ادارة الموقع لا تتبنى وجهة نظر الكاتب او الخبر المنشور بل يقع على عاتق الناشر الاصلي

الموقع :www.alahednews.com.lb

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى